الشاحنات تستعد للدخول عبر معبر أبو الزندين

اكتملت التحضيرات اللوجستية لافتتاح معبر أبو الزندين، الذي يربط بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا في منطقة الباب شمال شرق حلب، ومناطق الحكومة السورية في المحافظة.

وكان هذا المعبر التجاري، الذي أغلق لمدة أربع سنوات، قد أعيد فتحه تجريبيًا في 27 يونيو الماضي، مما أثار موجة من الاحتجاجات في مناطق النفوذ التركي، شارك فيها مسلحون موالون لتركيا، وهو ما أدى إلى تأخير الافتتاح الرسمي حتى تهيئة الظروف المناسبة من جانب المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.

ووفقًا لمصادر محلية، تجمعت أمس عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع على جانب المعبر الذي تسيطر عليه “الجيش الوطني”، استعدادًا للعبور إلى مناطق الحكومة السورية بدءًا من اليوم، حيث من المتوقع أن تتبعها شاحنات أخرى من مناطق الحكومة السورية لنقل حمولتها إلى الطرف المقابل.

وأفادت المصادر بأن بعض الشاحنات عبرت المعبر باتجاه حلب أمس كجزء من مرحلة تجريبية، بعد أن اتخذت السلطات التركية إجراءات احترازية عبر ميليشياتها لمنع تكرار الأحداث التي وقعت في يونيو الماضي، بهدف ضمان نجاح هذه الخطوة لأسباب اقتصادية وإنسانية.

وأشارت مصادر معارضة قريبة من ميليشيات إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أن الاستخبارات التركية عقدت اجتماعًا أمس في منطقة حوار كلس الحدودية التركية مع بعض قادة “الجيش الوطني”، لإبلاغهم بقرار افتتاح المعبر وتحذيرهم من عواقب أي اعتداء عليه من قبل أي مسلح.

وذكرت المصادر أن الاستخبارات التركية كلفت ميليشيا “السلطان مراد” و”الشرطة العسكرية”، التابعة لما يسمى “الحكومة المؤقتة” المعارضة والمدعومة من أنقرة، بمهمة حماية المعبر ومنع أي هجمات عليه من قبل المسلحين أو المدنيين، والتعامل مع أي احتجاجات قد تحدث.

ورغم دعوات للتظاهر في مناطق سيطرة الاحتلال التركي شمال وشمال شرق البلاد احتجاجًا على إعادة افتتاح معبر أبو الزندين، وخصوصًا في مدينة الباب، لم تُسجل أي احتجاجات كبيرة أو هجمات على المعبر حتى لحظة كتابة هذا التقرير، نتيجة للقرارات الحازمة التي اتخذتها أنقرة.

وأشارت المصادر إلى احتمال أن تكون هذه الخطوة جزءًا من سلسلة اتفاقات أخرى قد تشمل طريق M4 الذي يربط بين حلب واللاذقية، تنفيذًا لبنود الاتفاقات السابقة، مع عدم استبعاد أن يكون الهدف النهائي هو فتح الطريق التجاري من تركيا إلى الأردن عبر الأراضي السورية.

الوطن