الساحل السوري قد يتحول إلى غابة استوائية

27-08-2024

الساحل السوري قد يتحول إلى غابة استوائية

تشهد مناطق الساحل السوري تحولاً من زراعة الخضروات المحمية إلى زراعة الفواكه الاستوائية، التي أصبحت تحظى بإقبال متزايد بسبب عوائدها المرتفعة وتكاليفها المنخفضة.

وعلى الرغم من عدم دعم وزارة الزراعة لهذه الفواكه، إلا أن التوقعات تشير إلى احتمال اختفاء الطماطم من المنطقة خلال السنوات المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

وفقًا لمزارعين وأصحاب مشاتل في طرطوس، شهدت زراعة الفواكه الاستوائية انتشارًا ملحوظًا في المنطقة، حيث تُعتبر بعض الأصناف باهظة الثمن لكنها تدر أرباحًا عالية مقارنةً بالخضروات المحمية التي تتطلب تكاليف إنتاج مرتفعة مقابل مردود منخفض.

وأفاد المزارعون بأن هناك توجهًا متزايدًا لزراعة الموز والأفوكادو والمانجو، في حين يتخلى العديد منهم عن زراعة الخضروات المحمية، وبعضهم بدأ في اقتلاع أشجار الحمضيات بسبب انخفاض أسعارها الموسم الماضي، حيث كانت لا تغطي حتى تكاليف الإنتاج.

بالنسبة لمعوقات الزراعة، يشير المزارعون إلى أن عدم دعم وزارة الزراعة يشكل التحدي الأكبر سواء بالنسبة للزراعات المحمية أو الاستوائية، التي باتت تحل محل الطماطم، المحصول الرئيسي في الساحل السوري.

وفيما يتعلق بأسعار الفواكه الاستوائية، ذكر المزارعون أن هذه الفواكه مطلوبة بكثرة من قبل الفنادق والمطاعم، ويتم شحنها إلى دمشق، حيث وصل سعر كيلوغرام الأفوكادو إلى 25 ألف ليرة، وفاكهة “ليتشي” إلى 250 ألف ليرة، بينما بلغ سعر المانجو 35 ألف ليرة.

من جانبه، أشار الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور فادي عياش إلى أن زراعة الفواكه الاستوائية حققت بعض النجاح في الساحل السوري، مما شجع المزارعين على التحول إلى هذه الزراعات.

ومع ذلك، يظل السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة هذه الزراعات على تحقيق الاستدامة والاستقرار على المدى الطويل.

وأوضح عياش أن زراعة نباتات خارج بيئتها الطبيعية قد يؤدي إلى زيادة التكاليف وقصر عمرها الإنتاجي، لكن في حال تأقلمت مع البيئة الجديدة، قد تتحسن إنتاجيتها.

كما لفت عياش إلى أهمية دور وزارة الزراعة والمؤسسات البحثية في دراسة هذه الزراعات واختبار ملاءمتها للبيئة المحلية، بالإضافة إلى توعية المزارعين لتجنب المخاطر المحتملة.

وعلى صعيد متصل، أفاد رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية، أديب محفوض، أن الطماطم والبطاطا لم تعد تُزرع في اللاذقية بسبب تحول الفلاحين إلى زراعات أقل تكلفة مثل الموز والفواكه الاستوائية، محذرًا من أنه قد لا يتبقى أي طماطم في فصل الشتاء بالسنوات القادمة.

وعلى الرغم من محاولات التواصل مع مديرية زراعة طرطوس للحصول على توضيحات حول هذا التحول، لم تتم الاستجابة، مما يترك الأسئلة حول مستقبل الزراعة في المنطقة مفتوحة.

هاشتاغ

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...