الأسـد ولـولا: التـوافـق السـياسـي يتطلّب تطوير العلاقات الاقتصادية

01-07-2010

الأسـد ولـولا: التـوافـق السـياسـي يتطلّب تطوير العلاقات الاقتصادية

شدد الرئيس بشار الأسد ونظيره البرازيلي لويس اغناسيو لولا داسيلفا، أمس، على أن «فرض عقوبات على إيران سيزيد الأمور تعقيداً»، وأكدا ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المقدسات والأالأسد يقلّد داسيلفا وسام «أمية الوطني» في برازيليا أمس.راضي والسكان في الأراضي المحتلة.
وشدد الأسد، الذي انتقل من برازيليا إلى ساو باولو للقاء الجالية السورية اليوم، على انه و«بالرغم مما تفعله إسرائيل فإن سوريا ستظل تعمل لتحقيق السلام العادل والشامل، المبني على قرارات الشرعية الدولية حتى استعادة حقوقها كاملة وعلى رأسها الجولان المحتل».
وقلد داسيلفا الرئيس السوري وسام «القلادة الكبرى للنظام الوطني لصليب الجنوب»، فيما قلد الأسد الرئيس البرازيلي وسام أمية الوطني ذا الوشاح الأكبر. ووقعت دمشق وبرازيليا 5 اتفاقيات في مجالات الصحة والزراعة والتعاون الفني والقضائي.
وأكد الأسد وداسيلفا «ضرورة تكثيف العمل من قبل حكومتي البلدين لتطوير العلاقات في كافة المجالات، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي ليرقى إلى مستوى العلاقات السياسية». وشددا على «أهمية تشجيع الوفود التجارية والاقتصادية ورجال الأعمال على تبادل الزيارات والاستثمارات، وإقامة مشاريع مشتركة، خصوصاً بوجود جالية سورية كبيرة في البرازيل يمكن لها أن تساهم بشكل كبير في توطيد هذه العلاقات».

كما تمّ «التأكيد على أهمية متابعة تطبيق الاتفاقيات ووضعها موضع التنفيذ»، وجرى بحث «إمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة بين سوريا وكتلة «الميركوسور» بما يؤسس لشراكة استراتيجية بين البلدين». وعبر داسيلفا عن «دعمه لسوريا في هذا المجال، وخاصة أن البرازيل ستترأس منظمة «الميركوسور» في النصف الثاني من تموز» الحالي. وحول الأوضاع في المنطقة، شدد الزعيمان على «ضرورة العمل لرفع الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المقدسات والأراضي والسكان في الأراضي المحتلة».
وعن عملية السلام، وضع الأسد الرئيس البرازيلي في «صورة آخر المستجدات، وكيفية اصطدام الجهود التي بذلتها سوريا والدول الأخرى، وخاصة تركيا، بالعراقيل التي وضعتها إسرائيل أمام السلام، حيث أثبتت أنها غير جادة ولا تريد السلام»، معتبراً أن «الاعتداء على أسطول الحرية والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين فضحت حقيقة النوايا الإسرائيلية تجاه السلام».
وأكد داسيلفا «دعم بلاده للدور الذي تقوم به سوريا من أجل تحقيق السلام، واستعدادها للعمل مع سوريا حتى تحقيق السلام الشامل في المنطقة، وأنه على الجميع الانصياع للقرارات والمرجعيات الدولية، ويجب ألا يكون هناك أي طرف فوق القانون الدولي، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار مع جميع الأطراف».
واتفق الأسد وداسيلفا على أن «ما يحصل في فلسطين المحتلة والعراق ودول أخرى في العالم يعتبر دليلاً إضافياً على أهمية العمل من أجل إيجاد عالم متعدد الأقطاب، تسوده العدالة وحكم القانون، يكون أولاً عبر إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن».
وحول الملف النووي الإيراني، اعتبر الأسد وداسيلفا أن «فرض عقوبات على إيران سيزيد الأمور تعقيدا». وأشاد الرئيس السوري «بالدور الذي أداه داسيلفا للتوصل إلى اتفاق التبادل النووي بين إيران وتركيا والبرازيل»، مؤكدا أن «الاتفاق كان خير دليل على أن الحلول الدبلوماسية ممكنة، وأن إيران جادة في نواياها لكشف سلمية برنامجها النووي، ولكن العرقلة تأتي من الطرف الآخر»، فيما أكد الرئيس البرازيلي أن «نقاط الاتفاق كانت بالضبط ما طلبه الرئيس الأميركي باراك أوباما منه ومن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ولذلك فإن العودة إلى مجلس الأمن وفرض عقوبات على إيران بعد التوصل إلى هذا الاتفاق كان أمراً غريباً وغير مفهوم».
وخلال مأدبة غداء أقامها داسيلفا، قال الأسد إن «أهم ما يمكن القيام به لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية هو إنشاء خط بحري مباشر لتسهيل التبادل الاقتصادي والتجاري ودعم وتنشيط الخط التجاري الجوي، ما بين البرازيل ومنطقتنا، ولكنه لا يصل حالياً إلى دمشق، إضافة إلى دراسة إمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة ما بين سوريا ودول ميركوسور».
ولفت الأسد إلى أن «سوريا تثمن الدور الإيجابي الذي لعبته البرازيل وتركيا في التوصل إلى اتفاق قبلت إيران بموجبه مبادلة الوقود النووي بينها وبين الغرب على الأراضي التركية»، موضحاً أن «هذا الاتفاق يعتبر أساسا لحل الأزمة سلميا عن طريق الحوار بدلا من التهديد بسياسة العقوبات غير المجدية». وقال إن «إيران أثبتت جديتها وحسن نيتها ومهدت الطريق للثقة بسلمية برنامجها النووي، في حين لا تزال إسرائيل تتباهى بترسانتها النووية مهددة الأمن والسلم في منطقتنا».
وقال الأسد «بالرغم مما تفعله إسرائيل فإن سوريا ستظل تعمل لتحقيق السلام العادل والشامل، المبني على قرارات الشرعية الدولية حتى استعادة حقوقها كاملة وعلى رأسها الجولان المحتل»، معرباً عن «تقديره لمواقف البرازيل المؤيدة لحق سوريا باستعادة الجولان».

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...