بدء المرحلة التنفيذية في مخطط الشرق الأوسط الجديد

04-10-2006

بدء المرحلة التنفيذية في مخطط الشرق الأوسط الجديد

الجمل:  على ضوء النتائج الميدانية لحرب إسرائيل- حزب الله في جنوب لبنان، بدأ التحالف الإسرائيلي- الأمريكي، الشروع في مسار جديد، يهدف إلى تحقيق عملية الاستمرار في الصراع بوسائل أخرى، غير الوسائل العسكرية.
بدأت الآن المرحلة التنفيذية في العملية السياسية الشرق أوسطية الجديدة، والتي سبق أن حدد شيمون بيريز ملامحها الرئيسة في المحاضرة التي قدمها بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في واشنطن بتاريخ 11 آب 2006م والتي حملت عنوان (إسرائيل: الحرب ضد حزب الله والمعركة ضد حماس).
المصاعب التي تواجه إسرائيل، حددها شيمون بيريز على النحو الآتي:
• صعوبة جغرافية، تتمثل في خوض الصراع ضمن جبهتين في وقت واحد، حرب ضد حزب الله في الشمال، ومعركة ضد حماس في الجنوب.
• صعوبة فهم الدوافع الحقيقية لقيام الأطراف الأخرى بشن الحرب ضد إسرائيل، فقد انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، وبرغم ذلك قام حزب الله بعملية الإمساك بالجنديين، وأيضاً انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، وبرغم ذلك استمر الفلسطينيون يهاجمون إسرائيل.
• صعوبة تتمثل في طبيعة الأطراف التي تحارب إسرائيل، بحيث أصبحت الدولة الإسرائيلية تحارب أطرافاً ليس لها دولة، أو حدود أو علم، أو زي عسكري نظامي.. إضافة إلى أن هذه الأطراف تتزود بأحدث الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ بمختلف أنواعها.
تضمنت محاضرة شيمون بيريز جملة أشياء، من بينها اتهامه للمجتمع الدولي بالضعف وعدم التماسك في مواجهة الإرهاب.. كذلك قال شيمون بيريز: إن الإسرائيليين يرغبون في التعايش بسلام مع اللبنانيين، ويسعون إلى بناء علاقات الصداقة بين الشعبين الإسرائيلي واللبناني.
العملية السياسية الجديدة، تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في إدارة الصراع، وذلك عن طريق استخدام سياسة (العصا والجزرة) بوساطة الإدارة الأمريكية مع حلفائها في المنقطة، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
• دور المملكة الأردنية: أن تقوم بالعمل على إضعاف حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، على النحو الذي يسقط حكومة حماس ويخرجها من دائرة الصراع، بحيث تصبح الأمور داخل الأراضي المحتلة تحت سيطرة محمود عباس، وأنصاره من حركة فتح، كذلك على الأردن أن تعمل من أجل القضاء على الحركات والفصائل التي تشكل امتداداً دائماً للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، وأيضاً يتوقع أن يتم فرض الضغوط على الحكومة الأردنية بإعطاء المعارضة السورية في الأردن المزيد من حرية الحركة.
• المملكة السعودية: وتقوم بعملية قطع الدعم المالي عن ا لمنظمات الفلسطينية بحيث يقتصر دعمها فقط على الأطراف الفلسطينية التي توافق أمريكا (بناء على موافقة إسرائيل) على عملية دعمها، بالحجم والمستوى الذي تحدده أمريكا، بحيث يتم إعطاء محمد عباس وجماعته أقل ما يمكن، بعد أن يقدم أكبر ما يمكن من التنازلات لإسرائيل.. كذلك سوف يتم الضغط على السعودية من أجل الالتزام بالعمل ضمن سياسة خارجية تتناسب مع الأجندة الأمريكية المطروحة حالياً، فمثلاً مطلوب من السعودية دعم ومساعدة أمريكا في الحرب ضد الإرهاب، وأحد المشروعات التي ألزمت أمريكا السعوديين بتنفيذها: بناء جدار عازل (على غرار الجدار العازل الذي حاولت إسرائيل إقامته) على طول خط الحدود السعودية- العراقية.. وسوف تقوم الشركات الأمريكية (ربما يكون بعضها شركات إسرائيلية بواجهات أمريكية) بناء هذا الجدار العازل ليؤدي إلى فصل نهائي بين الأراضي السعودية والعراقية.. وبالتالي تصبح عملية حركة الأفراد والتواصل الاجتماعي القبلي لسكان شمال الجزيرة العربية أمراً مستحيلاً.. كذلك سيكون على السعودية رفع يدها تماماً عن دول الخليج الأخرى، والتي أصبحت تحت السيطرة الأمريكية، وأن يقتصر دور السعودية في الخليج ضمن السقف الذي تحدده أمريكا.
• جمهورية مصر: سوف يكون على مصر أن تشدد في تقييد حركة الفلسطينيين بقطاع غزة، من جانب مصر رفح، وأن تتحكم بضبط حركة السلع والخدمات وانتقال الأفراد، على النحو الذي يتناسب مع سقف القيود والشروط التي تحددها أمريكا (بناء على رغبة إسرائيل طبعاً).. كذلك سوف يكون على مصر العمل على ضبط إيقاع وحركة الجامعة العربية، بحيث لا تستطيع هذه الجامعة القيام بأي إجراءات استباقية في المسائل المتعلقة بالصراع العربي- الإسرائيلي، وربما يمتد ذلك إلى التأثير سلباً على دور الجامعة العربية في تعزيز عملية التكامل العربي، وبالذات مشروع منطقة التجارة العربية الحرة وغيرها، وذلك على أساس اعتبارات أن قيام هذا النوع من المشاريع سوف يؤدي إلى الإخلال بالتوازنات الاقتصادية بين العرب وإسرائيل.
كذلك سيكون على مصر القبول بالتخلي عن قيادة وزعامة حلفاء إسرائيل في المنطقة إلى الأردن، بحيث يتخلى الرئيس حسني مبارك عن الدور الرئيسي إلى العاهل الأردني الملك عبدالله.
الشكل النهائي لخارطة التحالف الجديد، سوف يسعى إلى التطابق مع مفاصل خطة (التخلي والانفضاض التام: Clean Break)، وبالذات، الجانب الذي يحدد  لإسرائيل ضرورة تبني عقيدة مبدأ توازن القوى كأساس يحدد مكانة إسرائيل بما يمنحها قواماً استراتيجيهاً متفوقاً في منطقة الشرق الأوسط، وعلى أساس المعطيات العلمية لنظرية التوازن الاستراتيجي يمكن أن نحدد الأبعاد الثلاثة لهذا التحالف:
- البعد الهيكلي البنائي: ويتضمن ثلاثة وحدات سياسية رئيسة هي: الأردن، السعودية، مصر، إضافة إلى وحدات هامشية يتم إلحاقها بهذا الحلف، وهي مجموعة محمود عباس الفلسطينية، ومجموعة تيار 14 آذار اللبناني،
- البعد القيمي: ويتضمن تبني شعارات مكافحة الإرهاب، والعمل من أجل السلام، وغير ذلك من المبادئ القيمية التي تقررها (بموافقة إسرائيل) وزارة الخارجية الأمريكية.
- البعد التفاعلي: ويهدف إلى دعم اتفاقيات السلام القائمة حالياً بين إسرائيل وبعض الدول العربية (مصر، الأردن، تونس، موريتانيا، المغرب).. وأيضاً إلى إقناع المزيد من الدول العربية بالشروع في عقد مفاوضات واتفاقيات سلام، وسوف يحاول هذا الحلف الضغط على الحكومة اللبنانية الحالية من أجل المضي قدماً في هذا الاتجاه.
كذلك سوف يعمل التحالف على إعادة إنتاج مبادرة سلام مؤتمر بيروت، التي اقترحتها السعودية من قبل، ولكنها هذه المرة سوف تكون على شكل نسخة تم تعديلها بوساطة إسرائيل وأمريكا، بحيث تتطابق مع الدور الوظيفي الجديد، الذي تريده إسرائيل، وهو الحصول على مبادرة عربية تعطي إسرائيل كل شيء.. ولا تقدم للعرب شيئاً على النحو الذي يجعل إسرائيل تمسك بالكامل بزمام المبادرة والسيطرة في منطقة الشرق الأوسط.
وأخيراً نقول: إن ما أشرنا إليه، ليس من قبيل المبالغة، بل هذا ما تقوله بوضوح شديد الوثائق الآتية:
- وثائق معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة وبالذات (خطة الـ Clean Break).
- وثائق معهد واشنطن.
- وثائق الإيباك.
- وثائق المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي.
- منتدى الشرق الأوسط.
- معهد المسعى الأمريكي.
- معهد هدسون.
- مؤسسة الرائد.
وغير ذلك..

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...