الصين في سوريا.. ما الذي تخشاه إسرائيل؟

31-07-2022

الصين في سوريا.. ما الذي تخشاه إسرائيل؟

تخشى “إسرائيل” من نشاط صيني بدأ يتكثف مؤخرا في سوريا، وتتحدث أوساط أمنية وعسكرية في تل أبيب عن استعدادات لدور واسع للغاية للصين داخل سوريا.

ووفقا لمجلة (Breaking Defense) الأمريكية، فإن الصين بدأت بدعم دمشق بالسلاح وبالإمدادات التكنولوجية، وأن أطقما من الخبراء الصينيين وصلت إلى أحد المطارات العسكرية السورية في دمشق مؤخرا.

وأعربت مصادر إسرائيلية عن حالة من القلق الشديد إزاء قيام الصين بتطوير تكنولوجيا عسكرية تمتلكها الحكومة السورية، وفق موقع “نتسيف نت” العبري، المعني بالقضايا الاستخبارية والأمنية.

وذكر الموقع، اليوم الجمعة، أن مصادر إسرائيلية أعربت عن مخاوف عميقة جراء “الجهود الصينية الرامية لتحسين القدرات التكنولوجية العسكرية والاقتصادية للجيش والحكومة السورية”.

وسوف تحصل دمشق، بموجب اتفاق وُقع قبل أيام، على معدات وأجهزة اتصال صينية.

اتفاق صيني – سوري

ويقول الموقع إن السفير الصيني في سوريا، شارك في مراسم التوقيع يوم 20 تموز/ يوليو الجاري، وإن هذا الاتفاق ينص على قيام الصين ببيع معدات وأجهزة اتصالات متطورة لوزارة الاتصالات السورية؛ التي تسعى لتحسين البنية التحتية للشبكات المحلية للاتصالات.

واقتبس الموقع العبري عن مجلة (Breaking Defense) الأمريكية، قولها أمس الخميس، إن الإعلان الأخير للصين بشأن التعاون مع سوريا ”أثار مخاوف كبيرة داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية.

وقالت المجلة إن الوجود الصيني في سوريا في حد ذاته من منابع القلق في إسرائيل، فضلا عن تطوير القدرات السورية العسكرية والاقتصادية“.

وذهب تقرير المجلة الأمريكية إلى أن “الصين لديها القدرة على تعزيز إمكانات الدولة و الجيش السوري؛ الأمر الذي يثير القلق في إسرائيل”.


خبراء صينيون

وأشارت مصادر وزارة الدفاع الإسرائيلية، وفق الموقع العبري، إلى أن ثمة معلومات بأن خبراء صينيين زاروا عددا من المنشآت العسكرية والمدنية السورية خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما تلك التي تضررت بفعل الحرب.

وأفاد الموقع أن المعدات وأجهزة الاتصالات الصينية التي ستتسلمها سوريا غير معلومة بعد، لكن من المتوقع أن تكون ذات صلة بخطط لتحسين وغلق الثغرات الحالية في شبكة الاتصالات العسكرية السورية.

وعبرت مصادر إسرائيلية، حسب الموقع، عن مخاوف من إمكانية أن تكون الخطوة الصينية المُشار إليها “تخفي خلفها المزيد من الجهود التي تباشرها الحكومة السورية لإعادة بناء قواتها”.

وتساءل الموقع العبري: “هل ستضطر إسرائيل للتنسيق مع الصين قبل شن هجمات على سوريا؟“.

الصين تعيد بناء المواقع العسكرية السورية

وأشار نقلًا عن مصدر على صلة بالموضوع، لم يكشف هويته، أنه على يقين بأن الصين تباشر إعادة بناء الكثير من المواقع العسكرية السورية.

ونوه المصدر إلى أنه في مقابل ذلك “سوف تحاول الصين بيع دمشق جزءا من نظم الدفاع الصينية، التي ستُعقد العمليات التي تشنها إسرائيل هناك”.

وتحدث الموقع مع رئيس جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة “الموساد” الأسبق، داني ياتوم، والذي ذكر في هذا الصدد: “أي علاقة بين قوة عظمى مثل الصين، وبين عدو من أعداء إسرائيل تعد أمرا مثيرا للقلق، وقد تمس بحرية العمل الإسرائيلي في سوريا”.

ومضى ياتوم قائلًا: ”ما يمكن أن تبدو أنها صفقة وُقعت في سوريا، يمكنه أن يشكل غطاءً لجهود عسكرية أو استخبارية“.

سيعقّد جهود “إسرائيل”

وأوضح الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط، مردخاي كيدار، للموقع العبري، أن تواجد الصين في سوريا “سيعقد جهود إسرائيل هناك”.

وتوقع أن “تضطر إسرائيل في المستقبل المنظور للتنسيق مع الصين قبل تنفيذ هجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا، وألا يقتصر التنسيق على القوات الروسية هناك فحسب”.

ولفت كيدار إلى أن الصين “معروفة بسياساتها القائمة على ضخ استثمارات كبرى في الدول التي تواجه أزمات اقتصادية، وأنه عبر استثمارات من هذا النوع تسيطر على هذا البلد الذي يتلقى منها الأموال، وهذا بالضبط ما يحدث في سوريا؛ لذلك فإنه على أمريكا وإسرائيل فهم ذلك”.


موطئ قدم في المتوسط

ولفتت مصادر أمنية إسرائيلية، حسب الموقع، إلى أن الصين حاولت خلال السنوات الماضية امتلاك موطئ قدم في البحر المتوسط، وتعاونت في البداية مع روسيا.

أضاف الموقع: “لكن بكين بدأت أخيرا البحث عن طرق جديدة للعمل في المنطقة بشكل منفرد، وبدا أن التعاون الجديد بينها وبين دمشق في مجال الاتصالات، سيشكل القاعدة التي تسهل عليها الوصول إلى البحر المتوسط”.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...