قسد تعاكس المسار التركي – السوري: لا شروط للحوار مع دمـشق

23-07-2024

قسد تعاكس المسار التركي – السوري: لا شروط للحوار مع دمـشق

يشغل التقارب بين سوريا وتركيا جميع الأطراف السورية، بما في ذلك “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد). وأكد رياض درار، عضو الهيئة الرئاسية لذراعها السياسية “مسد”، أن “قسد” تراقب بعناية مسار هذا التقارب، حيث إن إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن نيته التصالح مع دمشق قد يسبب مشاكل مع شريحة كبيرة من السوريين، وذلك لأن إردوغان يسعى للتخلص من ضغوط المعارضة بخصوص قضية اللاجئين عبر إعادتهم إلى سوريا وكسب هذه الورقة.

وأضاف درار أن قيادة “قسد” تعتقد أن دمشق لن تكون قادرة على إدارة المناطق التي قد تنسحب منها تركيا في ريف حلب الشمالي أو غيره، كما أن الحكومة السورية تتعامل بحذر مع التصريحات التركية ولا تثق تمامًا بنوايا إردوغان.

وأوضح درار أن “قسد” تعتقد بأن دمشق لن تتعاون مع القوات التركية في أي عملية عسكرية ضدها، خاصة في ظل تصريحات وزير الدفاع السوري التي تؤكد أن الحكومة لن تقبل بمحاربة أي طرف سوري، وغياب الدعم الروسي والأمريكي لهذا السيناريو  ويرى درار أن تركيا لن تستطيع شن هجوم على “قسد” بمفردها.

وأشار درار إلى أن التواصل مع روسيا، رغم وجود القوات الروسية في مناطق شمال شرق سوريا، قد توقف حالياً، بسبب انحياز الروس لصالح دمشق والعلاقات الكبيرة بين موسكو وأنقرة.

ويعتقد درار أن الروس يمكن أن يكونوا مؤثرين بشكل كبير في العديد من المسائل السياسية والعسكرية إذا التزموا بالحياد، وأن “قسد” لن تعود إلى نقطة الصفر بعد كل التغيرات التي شهدها الملف السوري.

وقد قاطعت “قسد” انتخابات “مجلس الشعب” السوري الأخيرة، وأوضح درار، المقيم في بلجيكا، أنه لم يحدث أي تواصل بين الطرفين حول الانتخابات، مشيراً إلى أن “مسد” و”قسد” لم تكن لديهما شروط محددة للتفاوض مع دمشق، بل كانت المطالب تتعلق بتغيير السلوك وتوفير مشاركة حقيقية لأبناء الشعب في السلطة.

وأكد على أهمية حقوق المكونات المختلفة وإدخال تعديلات دستورية تعترف بالقضية الكردية وذكر أن الحوار مع دمشق، في شقيه السياسي والخدمي، لم يكن بوساطة إلا في القضايا العسكرية، حيث قام الروس بدور الوسيط لضمان عدم وقوع احتكاك عسكري بين الطرفين.

وأشار درار، الذي شغل سابقاً منصب الرئيس المشترك لـ”مسد”، إلى أن تواصل “مسد” مع دمشق في فترات سابقة كان بطلب من الأخيرة، حول مسائل إجرائية وانتخابية مثل انتخابات الإدارة المحلية في 2022 والدور التشريعي السابق لمجلس الشعب في 2020.

وعاد أول حوار بين دمشق و”قسد” إلى عام 2018، وشمل مسائل خدمية تتعلق بقطاعات الصحة والتعليم والسجلات المدنية، بالإضافة إلى قضايا حيوية مثل إصلاح سد الفرات، لكن هذه المفاوضات فشلت دائماً.

من ناحية أخرى، أفادت مصادر قريبة من الحكومة السورية بأن “قسد” لا تزال غير قادرة على اتخاذ أي خطوة مستقلة لإقامة حوار جاد حول أي ملف يخص المنطقة الشرقية، وعادة ما تلتزم بالنص الأمريكي في هذا الشأن.

وأشارت المصادر إلى أن تصريحات مسؤولي “قسد” حول عدم وضع شروط في أي عملية تفاوض سابقة غير صحيحة، وأن الشروط التعجيزية غالباً ما تُطرح لوقف الحوار، مثل الاعتراف بالخصوصية العسكرية لـ”قسد” دستورياً، وبالإدارة الذاتية كجهة حكم ذاتي في سوريا، ورفض فك الارتباط مع “حزب العمال الكردستاني”، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول، بما فيها سوريا.

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...