احتفاء بمهرجان المدائح النبوية بحمص

20-09-2008

احتفاء بمهرجان المدائح النبوية بحمص

تحول مهرجان المدائح النبوية والأناشيد الدينية الأول في محافظة حمص وسط سوريا إلى احتفالية كبيرة بهذا النوع من الغناء. وظهر واضحا تفاعل عميق بين جمهور جاء للاستمتاع بمدارس إنشادية مختلفة من سوريا ودول عربية مجاورة ومنشدين فاجأهم حجم الحضور والأجواء الروحانية الرمضانية في ظلال مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد الذي استضافت باحته المهرجان.

أشرفت على الفعالية مديرية الأوقاف في محافظة حمص وشاركت فيها فرق إنشاد سورية من دمشق وحلب وحمص وعراقية ولبنانية قدم أناشيدها على مدى أسبوع كامل بين 13 و18 سبتمبر/ أيلول الجاري.

المهرجان يهدف إلى الارتقاء بالأناشيد الدينية ودعم فرقها وتشجيعها على تطوير الأداء باستمرار، كما يقول مدير الأوقاف في حمص أيمن الزهر.

وأضاف "استمتع جمهور حمص بالإصغاء إلى أجمل الأناشيد بمضمونها وألحانها والأصوات القديرة التي أدتها". وتابع "أمسيات المهرجان أظهرت مدى التعطش إلى النشيد الديني المعبر خاصة في ليالي الشهر الكريم وإلى جوار ضريح الصحابي خالد بن الوليد".

وأكد الزهر أن نتائج المهرجان الأول تشجع على تحويله إلى تقليد سنوي في المكان والزمان نفسه. وأوضح أن دورة العام القادم ستستضيف مزيدا من الفرق القادمة من الخارج. وتوقع تطوير تلك الفاعلية وتنويعها بالإفادة من ملاحظات الفرق المشاركة والمتابعين لأمسيات المهرجان.

وانعكست الأصداء الإيجابية التي عاشها الجمهور على المنشدين، فدعا اللبناني مصطفى الجعفري إلى الإفادة من الإقبال الكبير على الإنشاد الديني في سوريا في تطوير المهرجان ووضع جوائز للفرق المميزة. وقال"يجب الاهتمام بالإنشاد في كل أيام السنة وليس في رمضان فقط"، ودعا المؤسسات والهيئات الرسمية لأخذ دورها في هذا المجال.

وتنظم أمسيات المهرجان الحالي بحيث تبدأ كل أمسية بتلاوة القرآن الكريم بصوت قارئ سوري قبل أن تقوم إحدى الفرق بأداء أناشيدها. وبرز من بين المشاركين فرقة الخير للمنشد الدمشقي نور الدين خورشيد وفرقة أبو أيوب الأنصاري وفرقة مصطفى الجعفري اللبنانية.

ويلاقي الإنشاد الديني إقبالا متزايدا في مناطق مختلفة من سوريا عامة. بعد أن كان أداء فرق الإنشاد والمدائح محصورا بالمناسبات الدينية كعيد مولد النبي عليه الصلاة والسلام ورأس السنة الهجرية، وبات كثير من الشباب يفضلون استضافة فرق الإنشاد في حفلات الأعراس خاصة في المناطق المحافظة والشعبية وإقامة ما يعرف "بالموالد".

وأشار الصحافي زكي الدروبي إلى أن الإنشاد الديني في الأعراس يكاد يصبح ظاهرة. وتابع "إن تلك الظروف أدت إلى ازدهار عمل فرق الإنشاد بشكل كبير"، وأوضح أن مثل تلك النشاطات تشكل مصدر رزق أساسي للفرق وتساعد في تطوير أدائها.

وتجد الأناشيد والمدائح الدينية اهتماما وتشجيعا خاصا من رجال الدين والمربين باعتبارها تشكل إحياء لقيم الدين وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، كما ترد برقي على الإسفاف بالغناء الهابط في الحفلات والمناسبات الاجتماعية.

ويقول المسؤول في إحدى الجمعيات الخيرية الشيخ عبد العزيز بكور "للكلمة الطيبة وقع عظيم في النفس"، مشيرا إلى دور الإنشاد في إرشاد الناس إلى دينهم ورفع الهمم وإعلاء قيم الخير والمحبة.

وتابع في حديثه أن انتشار الإنشاد الديني يشكل ظاهرة صحية يجب تشجيعها والارتقاء بمستواها، واعتبر أن مهرجان الإنشاد في حمص يشكل خطوة مهمة في هذا المجال.

محمد خضر

المصدر: الجزيرة نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...