"جنيف 2" يقترب ولا يوحّد المعارضة والغرب بدأ يتفهم أنه ما من بديل لقيادة الأسد

16-01-2014

"جنيف 2" يقترب ولا يوحّد المعارضة والغرب بدأ يتفهم أنه ما من بديل لقيادة الأسد

بدأ العد التنازلي لأسبوع مؤتمر "جنيف 2"، فيما لم يحسم "الائتلاف الوطني السوري" المعارض موقفه من المشاركة المفترض أن تتقرر غداً في اسطنبول، فيما جددت "هيئة التنسيق" المعارضة التأكيد على غيابها المرجّح. ويأتي ذلك، في وقت يعقد لقاء مهم اليوم بين وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الروسي سيرغي لافروف، بعدما أكدت طهران، الغائب الحاضر عن المؤتمر الدولي، أهمية مواجهة الإرهاب في المنطقة، واستعدادها للعمل من أجل إنجاح المؤتمر والسعي "لإعادة الهدوء والأمن إلى سوريا".الاسد خلال لقائه ظريف في دمشق امس (رويترز)
وكان ظريف التقى في دمشق الرئيس بشار الأسد الذي دعا الجميع إلى "المساهمة في استئصال الفكر الوهابي الذي بات يهدد العالم". وجاء هذا التصريح، مع تزايد المؤشرات على إعادة دول غربية لعلاقاتها الاستخبارية مع دمشق، خوفا من تزايد ظاهرة المقاتلين الأجانب في سوريا. واختتم مؤتمر المانحين، الذي استضافته الكويت، أعماله بتعهدات بتقديم نحو 2,4 مليار دولار لإغاثة الشعب السوري، اي نحو ثلث ما كان متوقعا حيث كان الهدف جمع 6,5 مليارات دولار. وكان اللافت خلال المؤتمر أن السعودية ودولة الإمارات وقطر، تقدمت كل منها بـ60 مليون دولار فقط لإغاثة السوريين ونازحيهم.
ولا يزال موضوع مشاركة المعارضة السورية في "جنيف 2" موضع جدل كبير، على الرغم من اقتراب افتتاح المؤتمر في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الحالي. وعشية اجتماع "الائتلاف الوطني السوري" في اسطنبول غدا لاتخاذ قرار بالمشاركة في المؤتمر الدولي من عدمه، أعلنت "هيئة التنسيق الوطنية" رفضها المشاركة في "جنيف 2، بالشروط والمعطيات التي يتم انعقاده بها"، مؤكدة رفضها المشاركة فيه تحت مظلة "الائتلاف".
وذكرت الخارجية الروسية أن "لافروف بحث، في اتصال هاتفي، مع نظيره الأميركي جون كيري سير التحضيرات لمؤتمر جنيف 2". وأضافت "اتفق لافروف وكيري على مواصلة الاتصالات وعقد لقاء جديد بينهما على هامش المؤتمر".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري، الذي بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف موضوع المؤتمر، سيترأس الوفد الأميركي إلى "جنيف 2". وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف إن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد موجود في اسطنبول حيث يحاول إقناع "الائتلاف" بالمشاركة في المؤتمر. وأوضحت أن "مشاركة (المعارضة) لا تصب فقط في مصلحتنا بل أيضا في مصلحتها ومصلحة الشعب السوري".
ميدانيا، استمرت عمليات الاغتيال الجارية في إطار المعارك بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) والفصائل المسلحة الأخرى، وهو أمر ينذر بتفجر الوضع أكثر، مع مقتل "الأمير في داعش" أبو براء البلجيكي في سراقب في ريف ادلب، ومقتل 23 مسلحاً في تفجير سيارة في جرابلس في ريف حلب. وتقدمت القوات السورية إلى محيط "الفرقة 17" في مدينة الرقة، التي سيطر "داعش" عليها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد بحث مع ظريف والوفد المرافق في دمشق، "تطورات الأوضاع في المنطقة والتحديات المشتركة التي تواجه دولها وشعوبها، وفي مقدمتها آفة الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف، حيث أكد ظريف حرص إيران على توحيد الجهود بين دول المنطقة لمواجهة هذه التحديات ومكافحة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار فيها".
وحذّر الأسد من أن "خطر الفكر الوهابي بات يهدد العالم بأسره وليس دول المنطقة فحسب"، مؤكدا أن "الشعب السوري وبعض شعوب المنطقة باتت تعي خطورة هذا الفكر الإرهابي، ويجب على الجميع المساهمة في مواجهته واستئصاله من جذوره".
وحول "جنيف 2"، عبر ظريف، الذي التقى رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمد جهاد اللحام ورئيس الحكومة وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم بالإضافة إلى قادة فصائل فلسطينية، "عن دعم إيران لسوريا، قيادة وشعبا، في سعيها لإنجاح المؤتمر، مكررا أن حل الأزمة في سوريا هو بيد السوريين أنفسهم، وهم المخولون فقط في تحديد مستقبل بلدهم".
وكان ظريف، الذي انتقل إلى موسكو حيث سيلتقي لافروف اليوم، دعا "كافة الأطراف للعمل على مكافحة التطرف والإرهاب الذي بات يهدد الجميع". وأكد أنه "سيعمل على تنسيق المواقف والسعي البنّاء لإعادة الهدوء والأمن إلى سوريا"، مشيرا إلى أن "الهدف من زيارته المساعدة في خروج جنيف 2 بنتائج لصالح الشعب السوري".
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثّت أمس، إن "مسؤولين في أجهزة مخابرات غربية زاروا دمشق للتشاور حول محاربة الجماعات الإسلامية المتطرفة". واعتبر أن "ثمة خلافا بين المسؤولين الأمنيين الغربيين من جهة والزعماء السياسيين الذين يبالغون كثيرا في مطالبهم السياسية"، مضيفا أن "العديد من الحكومات الغربية قد استوعبت أخيرا أن ما من بديل لقيادة الأسد".
ونقلت "بي بي سي" عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن ممثلين عن أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والألمانية زاروا دمشق، لكنها أشارت إلى انه من الصعب جدا تأكيد حقيقة هذه الاتصالات ومداها.
ورفضت وزارة الخارجية البريطانية الإدلاء بأي تعليق، مؤكدة أنها "لا تدلي بتعليقات مرتبطة بالمسائل الاستخبارية". وقال كيري، في الكويت، "لا أعلم شيئا عن هذا. بالقطع ليس تحت إشرافي"، فيما رفض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التعليق غير انه قال عند الإلحاح عليه بالسؤال إن موقفه هو "نفس موقف" كيري.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر ديبلوماسية ورسمية غربية وفي الشرق الأوسط أن عضوا سابقا في الاستخبارات الخارجية البريطانية (ام اي6) كان أول من زار سوريا منتصف العام الماضي. وتجري الاستخبارات الألمانية والفرنسية والاسبانية اتصالات مع السلطات السورية منذ تشرين الثاني الماضي، مشيرة إلى أن المباحثات مع مسؤولي الاستخبارات، الذين مروا عبر بيروت، تناولت التهديد المتنامي الذي يشكله المتشددون في سوريا. وقال متحدث باسم الاستخبارات الاسبانية قوله إن مدريد تتبادل مع دمشق معلومات استخبارية حول الاسبان الذين ينتقلون إلى سوريا للانضمام إلى المجموعات "الجهادية".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...