حريق ربيعة مازال يلتهم غابات اللاذقية منذ أربعة أيام

22-09-2007

حريق ربيعة مازال يلتهم غابات اللاذقية منذ أربعة أيام

احترقت ومازالت تحترق آلاف الأشجار العذراء في غابات اللاذقية التي تتحول إلى ركام أسود وخسائر بيئية حياتية لا تقدر بأثمان مادية تهدر، وخسائر اقتصادية وآليات تحرق الوقود وتنزف المياه من الأرض والجو والنتائج المرجوة غير سارة فالحريق كبير وخطير والأنكى من ذلك أن الأسباب غير معروفة حتى الآن والحبل على الجرار فكل فترة تجتاح هذه الغابات النار المميتة.

أجل هذه الصور القاتمة التي تقرأ مع تفاؤلنا بوطنية كوادرنا وشهامتها في محاولة إطفاء حريق غابات ربيعة الذي اندلع منذ صباح يوم الأربعاء حوالي الساعة 11 ومازال مشتعلاً وهو بين مد وجزر فبعد حوالي سبع دقائق من مشاهدة الحريق وبعد أن أعلم مدير ناحية ربيعة مركز الإطفاء الأقرب وصلت سيارات الإطفاء على الفور ولكن بعد ساعتين انتشر الحريق ليحصد آلاف الدونمات إذ قاربت سرعة الرياح الـ 60 كم/سا وكانت متقلبة الاتجاهات وطال الحريق حراج قرى الربيعة ـ السكرية ـ عين العشرة ـ الكبانة ـ شحرورة ـ بداما، ووصل الحريق إلى غابات الحدود التركية وتعمل الآن وسائط مكافحة الحرائق من كافة المحافظات السورية حوالي 300 رجل إطفاء و30 بلدوزراً و150 صهريجاً وآليات نقل ويشترك الطيران السوري والتركي في إطفاء الحرائق. ‏

تشرين التقت محافظ اللاذقية زاهد حاج موسى في موقع الحريق وسألته عن ظروف الحريق فقال: الأسباب حتى الآن غير أكيدة ولكن يقال إنها ماس كهربائي ولأن سرعة الرياح شديدة لم تتمكن آليات الإطفاء من اللحاق بالنار وإخمادها! ولكن المكافحة مستمرة مع مساعدة الأصدقاء الأتراك في عملية الإطفاء سواء بالطيران إلى جانب الطيران السوري لمكافحة الحرائق، أو بالآليات الهندسية والكوادر وقد استطعنا حماية قريتين وتلافي وصول النار إليهما. 
 ‏ المهندس حسان بدور مدير الزراعة قال: على الرغم من وصول فرق مكافحة الحريق بعد سبع دقائق فقط من إعلامنا إلاّ أن سرعة الرياح وتقلبها المفاجئ وطبيعة المنطقة الجغرافية القاسية «ذات انحدار شديد» أعاقت السيطرة على الحريق وتقليص المساحات المتضررة، وأضاف: إن نوعية هذا الحريق هي تاجية فانتقلت الشرارة الكهربائية من البرج الكهربائي إلى رأس الشجرة لتنتقل إلى الأشجار الأخرى بواسطة الرياح وبواسطة ثمار الصنوبر التي تتحول إلى مقذوفات نارية تولع النار في أماكن بعيدة وقال: كوادر المحافظات ومديرية الزراعة والدفاع المدني وأفواج الإطفاء ومن الجانب التركي، وخاصة الطيران، تساهم في إطفاء الحريق وحصره وعزله ويتصف هذا الحريق بالمدّ والجزر فكلّما أوشكت السيطرة عليه ينشط من جديد. ‏

وذكر السيد علي مرتكوش رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية الذي تابع خسائر البساتين: إن بساتين كبيرة تقدر بآلاف الأشجار من التفاح والزيتون والدراق قد احترقت في قرى: الشحرور ـ الوادي ـ الريحانة ـ السامرة ـ البيضاء. ‏

كما نفقت مواشي الأهالي وتم حماية قرية الشحرور والمزارع المحيطة من خطر النار التي انحرفت إلى اتجاه غير مأهول. ‏

المهندس فايز دربوس مدير فرع السكك الحديدية باللاذقية أكد أن لهيب النار الحراجي هدد السكة الحديدية في موقع الشيخاني وقد تم إيقاف رحلات القطارات: اللاذقية ـ حلب «الأربعاء والخميس» لحماية الركاب والقطارات لأسباب احترازية. ‏

السيد عدنان عيروط مساعد آمر فوج إطفاء مدينة دمشق قال: بدأنا بمكافحة الحريق فور الإبلاغ عنه والصعوبات التي واجهتنا هي في إيصال المياه إلى مكان الحريق وساهمنا في فتح خطوط نار جديدة منعاً لانتشار النار وقد ساهم تدخل الطيران السوري والتركي في إخماد المناطق الملتهبة التي لم نستطع الوصول إليها.. ‏

وبعد السيطرة على الحريق سيتم تقييم النتائج والخسائر. ‏

يوسف علي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...