مشروع قرار غربي لإدخال معونات إجبارية دون موافقة الحكومة السورية

تدرس الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار ينص على إدخال مساعدات إنسانية إلى داخل سوريا دون موافقة الحكومة السورية.

وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن المشروع، الذي تعده استراليا ولوكسمبورغ والأردن، "يسمح بتوصيل المساعدات إلى سوريا من نقاط محددة في تركيا والعراق والأردن لتصل إلى الملايين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا".

وجرى توزيع مشروع القرار على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين. ومن المقرر ان تجرى مفاوضات بين الأعضاء الثمانية في الأيام القادمة.

وزعم جاري كوينلن، سفير استراليا لدى الأمم المتحدة إن 90 في المائة من المعونات الإنسانية "تذهب حاليا إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية"، وأضاف أن "السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لا تحصل على غذاء وأدوية".

 وأكد كوينلن، عقب اجتماع عقده مجلس الأمن لبحث الأزمة الإنسانية في سوريا، إن مشروع القرار سوف يوزع "قريبا جدا"، مشيرا إلى أن المشروع يستجيب لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون مجلس الأمن لاتخاذ إجراء.

لكن وكالة "أسوشيتد برس" نقلت عن دبلوماسيين، قالت إنهم مطلعون على مشروع القرار، قولهم إنه يستند إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يعني امكانية استخدام القوة لتنفيذه حال تمريره في مجلس الأمن، وكانت روسيا قد أكدت من قبل معارضتها السماح بإدخال مساعدات عبر الحدود دون موافقة الحكومة السورية.

 وأعاقت موسكو سعي مجلس الأمن لإحالة الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لمحاكمات محتملة لارتكاب جرائم حرب، واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لإجهاض أربع قرارات تهدد بإجراءات ضد سوريا.

وكان المجلس المؤلف من 15 عضوا صوت في شباط الماضي في إجماع نادر بتأييد قرار يدعو إلى حرية وصول سريعة وآمنة ودون عوائق داخل سوريا، لكن كيونج وا كانج، نائبة منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، أبلغت مجلس الأمن خلال اجتماعٍ عُقد الخميس بأن القرار لم يحدث فارقا بالنسبة لنحو 9.3 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى المساعدة و2.5 مليون غادروا من البلاد حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وكانت الحكومة السورية قد وصفت من قبل الإقدام على إدخال أي معونات إلى الأراضي السورية دون موافقتها بـ"المخالف للقانون الدولي"، وقالت إنها تقدّم جميع إمكاناتها لإيصال المعونات للمحتاجين في كافة مناطق سوريا.

و كان المندوب السوري الدائم إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري قال مؤخراً في حديث تلفزيوني بأن الغرب و دول الخليج قد أصابتهم حالة من الهيستيريا عقب الإعلان عن اجراء انتخابات رئاسية سورية، و هو ما ترجمته هذه الدول بمشاريع قرارات تحاول تمريرها في مجلس الأمن في محاولةٍ لممارسة ضغوط جديدة ضد الدولة السورية بهدف تعطيل الاستحقاق الرئاسي.

وكالات