الأزمة الإنسانية في سوريا: على الغرب أن يدفع تعويضات عن الحرب التي خسرها في سوريا

10-06-2013

الأزمة الإنسانية في سوريا: على الغرب أن يدفع تعويضات عن الحرب التي خسرها في سوريا

الجمل - ترجمة: د. مالك سلمان:

"ما علينا أن نعالجه على المستوى الدولي الآن هو تعويضات الحرب. فالحرب انتهت, إلا إذا قرر الغرب المضي في هذه الحرب ومحاولة فرض منطقة حظر طيران, على سبيل المثال. وسوف يكون ذلك خياراً في غاية الخطورة في هذه المرحلة بسبب امتلاك سوريا لنظام دفاعي جوي متطور."
أجرى "بريس تي ڤي" مقابلة مع ميشيل تشوسودوفسكي, مدير "مركز أبحاث العولمة" في مونتريو, على خلفية قلق الأمم المتحدة حول تمدد الحرب السورية إلى البلدان الأخرى.
وهذا نص المقابلة.
بريس تي ڤي: تحذر الأمم المتحدة من انفجار محتمل في الشرق الأوسط في حال استمرار الحرب على سوريا. والسؤال هو ماذا فعلت الأمم المتحدة نفسها لمنع تمدد هذه الحرب؟
تشوسودوفسكي: أولاً, الذي أدلى بهذا التصريح هو رئيس اللجنة العليا للاجئين في الأمم المتحدة. ويقول التصريح إنه في حال لم يتوقف القتال ... لكن القتال سيتوقف لأن الإرهابيين قد هُزموا.
وإذا أوقفت القوى الغربية دعمَها لهؤلاء المتمردين المرتبطين بالقاعدة, سوف تنتهي الحرب – الحرب على الأرض, على الأقل. إذ تشير التطورات الأخيرة إلى أن البلد تحت سيطرة الحكومة السورية. فقد هُزمت قوات المتمردين في القصير, كما هُزموا أيضاً في أجزاءَ أخرى من البلاد.
من وجهة نظري, يجب معالجة موضوع المساعدات الإنسانية؛ فمن هم أبطال المساعدات الإنسانية, ما يسمى ﺑ "المساعدات الإنسانية"؟ إنها تلك البلدان التي دعمت هؤلاء المتمردين الإرهابيين.
وأعتقد أن ما علينا أن نثيره في هذه المرحلة هو أن الجميع بات يعرف الآن أن الأطراف التي شنت هذه الحرب هي الولايات المتحدة والناتو وإسرائيل بدعم من دول الخليج, وخاصة قطر والسعودية, وفي ظل القانون الدولي المطلوب الآن هو تعويضات عن هذه الحرب الفاشلة.
لذلك أود القول: دعونا نضع "البعدَ الإنساني" جانباً ونركز على مليارات ومليارات الدولارات من التعويضات التي تستحقها الحكومة السورية نتيجة الدعم القانوني لهذه التشكيلات الإرهابية في سوريا, التي تشكل القوات المقاتلة على الأرض – وهم الجنود المشاة للتحالف العسكري الغربي.
بريس تي ڤي: النصر الأخير في القصير والأسلحة الإسرائيلية التي تمت مصادرتها هناك في أيدي المسلحين السوريين – ما هو الأثر الذي سيتركه ذلك على دينامية النزاع؟
تشوسودوفسكي: كنا نعرف من اليوم الأول أن إسرائيل تدعم القاعدة. كما نعرف أن إسرائيل قدمت الأسلحة والدعمَ اللوجستي للمتمردين في المناطق المحيطة بمناطق الجولان المحتلة. وفي الحقيقة, قامت إسرائيل ببناء مشفى لمتمردي القاعدة وكانت تستقبلهم فيه ثم تعيدهم مرة ثانية إلى مسرح العمليات.
لقد ارتكبت إسرائيل أعمالاً عدائية ضد دولة مستقلة, مع الناتو – وخاصة تركيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. كما شاركت في هذا العدوان القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية, بما في ذلك (قوات إس إيه إس) و (عملاء سي آي إيه) و (إم آي 6). نعرف ذلك لأن هذه المعلومات موثقة. فمن يدرب المتمردين على استخدام الأسلحة الكيماوية؟ التحالف العسكري الغربي.
يخرج علينا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس – وهي نفس النغمة القديمة حول أسلحة الدمار الشامل – ليتهمَ الحكومة باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين, مع أن "سي إن إن" أكدت أن القوات الغربية تدرب المتمردين على استخدام الأسلحة الكيماوية. كما اعتقلت الشرطة التركية بعض مقاتلي القاعدة, وقد حدث ذلك قبل حوالي أسبوع فقط [وبحوزتهم أسلحة كيماوية].
لذلك نعرف أن كل هذه تلفيقات, حيث يقوم التحالف العسكري الغربي باتهام الحكومة بارتكاب الجرائم الوحشية, بينما يقوم هو بارتكابها في حقيقة الأمر.
"ما علينا أن نعالجه على المستوى الدولي الآن هو تعويضات الحرب. فالحرب انتهت, إلا إذا قرر الغرب المضي في هذه الحرب ومحاولة فرض منطقة حظر طيران, على سبيل المثال. وسوف يكون ذلك خياراً في غاية الخطورة في هذه المرحلة بسبب امتلاك سوريا لنظام دفاعي جوي متطور."
فقد تم نصب صواريخ (إس- 300)؛ حيث تم تزويد سوريا بأسلحة متطورة جداً في الأشهر اﻠ 18 الأخيرة, كما أن هناك دفاعات جوية أخرى؛ ولذلك من التهور أن يحاول التحالف العسكري الغربي محاولة فرض منطقة حظر جوي, لأن الردَ سيكون مباشراً.
هذه هي خلفية الوضع القائم الآن. فقد وصلت هذه الحرب إلى نقطة تحول. فإن لم يتدخل التحالف العسكري الغربي, فإن الحرب قد انتهت.

تُرجم عن ("غلوبل ريسيرتش", 9 حزيران/يونيو 2013)
"بريس تي ڤي"

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...