التحولات الجديدة في الصراع اليمني الداخلي وتداعيات الحرب المفتوحة

27-10-2010

التحولات الجديدة في الصراع اليمني الداخلي وتداعيات الحرب المفتوحة

الجمل: تواترت تطورات الأحداث والوقائع التي تفيد لجهة أن الصراع اليمني-اليمني قد أصبح يمضي قدماً آخذاً شكل الصراع الممتد والذي لا ينطوي على التداعيات العابرة للحدود اليمنية وحسب، وإنما على نذر تغلغل مكونات الصراع في عمق المكونات المجتمعية المحلية: ماذا تقول المعلومات الجارية؟ وما هي الأبعاد الجديدة الإضافية في خارطة الصراع اليمني-اليمني؟
* توصيف المعلومات الجارية: الموقف الراهنخارطة جمهورية اليمن
أشارت التقارير إلى أن الساحة اليمنية ما تزال حبلى بالمزيد من الاحتقانات، وبرغم أن حدة العمليات العسكرية المرتفعة الشدة قد انخفضت، فإن المزيد من الوقائع المتقطعة ظلت تحدث ضمن معطيات تشير إلى وجود مفاعيل عالية التركيز من العنف السياسي-القبلي-الطائفي-الديني، وفي هذا الخصوص نشير إلى الوقائع الآتية التي حدثت مؤخراً في الساحة اليمنية:
•    بدأت إحدى المحاكم العسكرية الخاصة جلساتها لجهة محاكمة الصحفي اليمني عبد الإله شاي بسبب المقابلة الصحفية التي قام بإجرائها مع أنور العولقي زعيم تنظيم القاعدة، بما جعل السلطات اليمنية تتهم الصحفي عبد الإله شاي بأنه يعمل سكرتيراً إعلامياً لتنظيم القاعدة. وتقول المعلومات والتقارير بأن المحكمة العسكرية الخاصة قد رفضت حضور أي محامي للدفاع عن الصحفي عبد الإله شاي.
•    شنت السلطات اليمنية حملةً مكثفة ضد محافظة شبوة اليمنية وذلك لاصطياد عدد من زعماء تنظيم القاعدة الذين تفتقد المصادر اليمنية بأنهم يتمركزون حالياً في شبوة.
•    أعلنت السلطات اليمنية بأنها أحبطت محاولة نسف العديد من المواقع الحساسة في ميناء عدن، وأشارت السلطات الأمنية اليمنية إلى نجاحها في اعتقال ثمانية أشخاص كانوا يعدون العدة من أجل تنفيذ التفجيرات.
•    أدى انفجار قنبلة في استاد مدينة عدن إلى مقتل أربعة أشخاص وأعقب ذلك قيام السلطات الأمنية باعتقال 11 شخصاً مشتبهاً بالتورط في تدبير وتنفيذ الانفجار.
•    أصدرت المحكمة في العاصمة اليمنية صنعاء حكماً بالاعدام شنقاً حتى الموت في حق صالح الشاويش خبير تنظيم القاعدة في شؤون التفجيرات، وبعد النطق بالحكم هلل صالح الشاويش معلناً أنه لن يقدم أي طلباً بالاستئناف وبأنه سوف "يُشرِّفُ" الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت.
•    طلبت الحكومة الفرنسية من جميع رعاياها بضرورة مغادرة اليمن على وجه السرعة.
•    أعلنت السلطات اليمنية إطلاق برنامج قصف جوي ضد بعض المناطق اليمنية التي تقول السلطات بأنها تتضمن مواقع حصينة لعناصر الجماعات اليمنية المسلحة.
•    تعرضت سيارة بريطانية دبلوماسية لقذيفة صاروخية.
هذه الأحداث وغيرها تشير بوضوح إلى أن العنف السياسي اليمني قد أصبح يمضي باتجاه العديد من المسارات المزدوجة والمتزامنة وذلك بشكلٍ يصعب معه التكهن لا بسيناريو التصعيد الذي أصبح شبه مؤكد ولا بسيناريو التهدئة الذي أصبح غير مؤكد.أنور العولقي زعيم تنظيم القاعدة في اليمن
* التحولات الجديدة في الصراع: المنعطف القبلي الخطير
تقول التسريبات، بأن الحكومة اليمنية قد شرعت قبل فترة في تطبيق إستراتيجية مزدوجة لمكافحة الحركات المسلحة، وتقوم هذه الإستراتيجية على المسار المزدوج الآتي:
•    مسار الضغط على الحركات المسلحة بواسطة الأجهزة العسكرية والأمنية اليمنية.
•    مسار إغراء الحركات المسلحة عن طريق تقديم الحوافز وما شابه ذلك عن طريق التفاوض مع هذه الحركات.
أكدت التقارير والمعلومات بأن الإدارة الأمريكية قد أخطرت حكومة الرئيس علي عبد الله صالح بأن الدعم الأمريكي سوف ينقطع عن اليمن إذا سعت صنعاء إلى خيار التفاوض مع الحركات المسلحة، وبالتالي فإن على صنعاء اللجوء لخيار استخدام القوة مع هذه الحركات إذا أرادت أن تحصل على الدعم والمساعدات الأمريكية، وإضافةً لذلك، أكدت واشنطن لصنعاء بأنها سوف لن تقدم لها المساعدات وحسب في حال استخدام القوة، وإنما سوف تقدم لصنعاء المعلومات الاستخبارية الجارية عن تحركات العناصر المسلحة، إضافةً إلى قيام الطائرات الأمريكية بتقديم عمليات الإسناد لأجهزة مكافحة التمرد اليمنية عن طريق شن الضربات الجوية، بواسطة الطائرات بدون طيار الأمريكية المتمركزة حالياً في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في جمهورية جيبوتي.
أشارت بعض التسريبات الأمريكية، إلى أن أجهزة مكافحة التمرد اليمنية قد بدأت في إسقاط التجربة الأمريكية في مكافحة التمرد العراقي على أرض الواقع اليمني، و في هذا الخصوص تقول المعلومات بالآتي:
-    سعت الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية إلى دراسة وفحص معطيات تجربة بقاء وتشكيل مجالس الصحوات العراقية، والتي يعتقد خبراء مكافحة التمرد الأمريكيين والبريطانيين بأنها لعبت دوراً ناجحاً في إضعاف نفوذ تنظيم القاعدة وحلفاءه من الجماعات المسلحة الناشطة في ساحة الحرب العراقية.
-    بدأت الأجهزة اليمنية في جهود بناء وتشكيل بعض الجماعات المسلحة الصغيرة في بعض المناطق القبلية، وعلى وجه الخصوص في المحافظات التي يتواجد فيها الجماعات الإسلامية المسلحة بشكلٍ مكثف.
-    أبرز المحافظات اليمنية التي سوف تبدأ فيها تجربة مجالس الصحوات اليمنية في محافظة «شبوه» التي ظلت تمثل المعقل الحصين لزعيم القاعدة في اليمن أنور العولقي وحلفاءه.
-    تقول التسريبات بأن الأجهزة اليمنية قد بدأت تفعيل مخطط مجالس الصحوات اليمنية عن طريق تنظيم مجلس صحوة في محافظة شيوه تم تزويدهم بـ 100 بندقية وأجرٍ يبلغ 50 دولاراً في اليوم الواحد.
التدقيق الفاحص في الأداء السلوكي لإستراتيجية مكافحة التمرد المسلح الذي اعتمدته السلطات اليمنية يشير بكل وضوح إلى أنها قد تخلت عن خيار التفاوض والحوار ولجأت إلى استخدام القوة، وبالتالي إلى خيار التعاون مع واشنطن وهو أمر سوف لن يفضي باليمن إلا أن تكون مسرحاً جديداً لمشروع الحرب المفتوحة ضد الإرهاب، والمشكلة الأكبر سوف تحدث عندما تتزايد غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار والتي سوف لن تستهدف رموز الجماعات المسلحة الإسلامية وحدهم، وإنما وبقدر أكبر الأعداد الأكبر من السكان المدنيين اليمنيين، تماماً كما حدث في مناطق القبائل الباكستانية، وعندها سوف تتزايد الاحتقانات الغاضبة في أوساط القبائل اليمنية المشهورة باستخدام السلاح والعتاد العسكري بمختلف أنواعه!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...