الجيش الإسرائيلي يعيد تعريف «المصالح الأمنية» و«نظرية القتال»

02-11-2007

الجيش الإسرائيلي يعيد تعريف «المصالح الأمنية» و«نظرية القتال»

ذكرت صحيفتا «هآرتس» و«معاريف» امس أن الجيش الإسرائيلي يعيد، في الآونة الأخيرة، تعريف «المصالح الأمنية» للدولة العبرية و»نظرية القتال» التي يتبعها، وذلك استعدادا لمؤتمر انابوليس المقرر عقده خلال اسابيع.
وأشار المراسل العسكري لـ«هآرتس» عاموس هارئيل إلى اكتفاء الجيش هذه المرة بتسجيل هذه المصالح وليس ترسيمها. أما المراسل العسكري لـ«معاريف» عمير رافبورات فلفت الى إقدام الجيش مؤخرا على تبسيط نظريته القتالية واستخدام ذلك في المناورات التي أجراها مؤخرا على الحدود الشمالية.
وشدد هارئيل على أن الجيش لجأ، في السابق، إلى رسم «خريطة مصالح أمنية» قبيل كل جولة من جولات المفاوضات. وهو بذلك يستعد هذه المرة لمؤتمر أنابوليس، الذي يمكن أن تدور فيه مباحثات حول التسوية الدائمة. وكتب أنه بخلاف المرات السابقة، سيكتفي الجيش هذه المرة بتسجيل موضعي فقط للمصالح وليس ترسيمها: التعريفات لن تربط ولن تترجم عمليا الى «خريطة مصالح» في الضفة الغربية، في قطاع غزة وفي الحدود كما حصل في الماضي.
وأشار هارئيل في «هآرتس» إلى أن فريقا برئاسة رئيس شعبة التخطيط في هيئة الاركان الجنرال عيدو نحوشتان، كلف بتعريف المصالح الامنية. ويفحص الفريق المناطق التي يعتبر التمسك بها حيويا لامن اسرائيل، ولا سيما في الضفة. ويحدد ضباط الجيش الاسرائيلي مناطق ذات اهمية استراتيجية، ضمن امور اخرى للدفاع ضد هجوم محتمل في المستقبل واحتلال مواقع ذات تفوق طوبوغرافي، تسمح باستمرار السيطرة الاستخباراتية الاسرائيلية في المنطقة. ولا يدخل الفريق في مسألة المصالح الوطنية (الموارد، المطارات وغيرها)، وهي نقاط ستقوم جهات سياسية بفحصها.
تجدر الإشارة إلى أن شعبة التخطيط رسمت، في المفاوضات السابقة مع الفلسطينيين، «خريطة مصالح» مفصلة ومترابطة. وبحسب خريطة المصالح التي تبلورت في أيار ,2000 كموقف ابتدائي اسرائيلي قبل مؤتمر كامب ديفيد، عرضت اسرائيل على الفلسطينيين ثلثي اراضي الضفة الغربية، فيما حُدد نحو 14 في المئة اخرى كـ «مناطق أمنية» (بالاساس في غور الاردن) كانت ستنتقل الى السلطة في وقت متأخر.
أما على صعيد نظرية القتال، فأشار رافبورات إلى الانتقادات التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية بهذا الشأن. وكتب أن الانتقادات وجهت لنظرية القتال التي كانت مليئة أيضا بالكلمات المتفجرة وغير الواضحة للجمهور. وبدلا منها، تم مؤخرا استكمال مسودة لمفهوم جديد يقوم على اساس كلمات ابسط، وشكلت هذه المسودة أساسا لمناورة كبيرة جرت هذا الاسبوع في الشمال.
وكتب رافبورات أن المناورة، التي اطلق عليها اسم «تداخل الاذرع»، هي الاكبر التي يجريها الجيش الاسرائيلي منذ حرب لبنان الثانية، وفي اعقابها تبلور المفهوم الجديد. عملية استخلاص الدروس نسقها رئيس شعبة العمليات الجنرال طال روسو ورئيس دائرة النظرية والارشاد في الشعبة، العميد داني بيطون. وضم الفريق الذي بلور المسودة الجديدة العميد ايتي برون والعقيد احتياط بني عاميدرور.
وأوضح رافبورات أن مفهوم العمل هو وثيقة تصاغ في الجيش الاسرائيلي بين حين وآخر، وهي تشكل أساسا لبلورة نظريات القتال وبناء على ذلك أيضا تخصيص الموارد من القوى البشرية والسلاح. ومع ان المفهوم الذي تبناه رئيس الاركان السابق دان حلوتس لم يقل صراحة بأن الحسم في الحروب المستقبلية ستحققها قوات جوية فقط، الا أنه اعطى افضلية مطلقة لسلاح الجو، وبدل مناورة القوات البرية اعطيت اهمية مطلقة لـ«الحسم بالوعي»، والذي يعني اقناع العدو بأنه من غير المجدي له مواصلة القتال. وتم تخصيص فصل مركزي في المفهوم اياه لـ«الآثار»، التي تعني أنه ليس من المهم كم من القوات الاسرائيلية ستستخدم حيال العدو بل انه من المهم بقدر أكبر ما هو الاثر الذي يمكن ان تحققه. فالجيش الاسرائيلي يتحدث، مثلا، عن «أثر قطع رأس»، والذي يعني تصفية زعيم سائد.
وكتب رافبورات أنه قبل حرب لبنان الثانية أثار المفهوم انتقادا لاذعا، بدعوى انه غير قابل للفهم بسبب الافكار الغامضة التي تضمنها. وتقول مصادر عسكرية انه في مفهوم الاستخدام الجديد، لم تُهمل تماما المفاهيم الحديثة السابقة، «لكنها تؤخذ بحجم آخر تماما». في المفهوم الجديد اعطي وزن أكبر للمناورة بواسطة قوات برية؛ فكرة «الآثار» شطبت من القاموس؛ وبدلا من «ساحات معركة»، يعود الجيش الاسرائيلي للقتال بالقيادات التي ثمة حدود واضحة ومحددة للمسؤولية بينها وبين هيئة الاركان؛ وبينما بدلا من «تسيير» و»تصميم» عادت تعابير «صورة الوضع» و«تقدير الوضع».
ولاحظ المراسل العسكري لـ«معاريف» أنه بالتوازي مع تجميد المفهوم السابق، يبدو أن نظرية الأمن الجديدة ايضا التي بلورتها لجنة برئاسة دان مريدور، ستنهي دورها قبل أن تتجسد. وكانت هذه اللجنة قد رفعت في حينه وثيقة من 300 صفحة الى الحكومة والمفهوم الذي عرض فيها كان ينبغي أن يحل محل مفهوم الامن الذي تبلور قبل نحو خمسين سنة.
ويعرب الجيش الاسرائيلي عن تحفظات عديدة من المفهوم الذي يعطي هو الآخر أولوية للحسم الجوي، وقد التقى وزير الدفاع ايهود باراك مريدور مرة واحدة فقط قبل أسابيع طويلة، ولم يدعوه منذئذ الى لقاء آخر. ويفسر البعض في الجيش الاسرائيلي الامر كانسحاب من الخطة.

حلمي موسى

المصدر: السفير
  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...