قبرص ترضخ لأميركا: الجزيرة منصّة ضد إيران

10-08-2024

قبرص ترضخ لأميركا: الجزيرة منصّة ضد إيران

تنشط الولايات المتحدة بشكل مكثف لتوسيع تحالفها العسكري المخصص لحماية إسرائيل من أي ردود فعل محتملة من محور المقاومة.

ولا يقتصر هذا النشاط على حشد القوات والمعدات العسكرية، بل يشمل أيضًا خلق واقع جديد في المنطقة، حيث تستخدم بعض الدول مثل الأردن، قبرص، واليونان كمنصات لمواجهة التهديدات الإيرانية وأذرعها تجاه إسرائيل.

في الأردن، يسعى الملك عبدالله الثاني إلى تجنب الظهور بمظهر المدافع عن إسرائيل، خاصة وأن التوترات الحالية ليست مجرد صراع خارجي، كما حدث عندما ردت إيران على قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق.

آنذاك، برر المسؤولون الأردنيون موقفهم بأنهم يحاولون تجنب تورط الأردن في نزاع بين إيران وإسرائيل.

ولكن الآن، تواجه عمان ضغوطًا من الولايات المتحدة لتقديم الدعم الذي قدمته سابقًا، كما حدث خلال حادثة المسيرات في 13 أبريل، حيث يُطلب منها توفير حماية مماثلة في ضوء التوترات المتزايدة نتيجة اغتيال إسماعيل هنية والعدوان على منشآت مدنية في اليمن.


ورغم تأكيد الحكومة الأردنية على سيادتها ورفضها لأي انتهاك لأجوائها، فإن هناك رسائل موجهة إلى محور المقاومة تشير إلى أن القواعد الغربية في الأردن تعمل بشكل مستقل عن الحكومة، وأن عمان لم تكن مرتاحة لإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أبريل الماضي عن وجود قاعدة عسكرية فرنسية في الأردن شاركت في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية.

ورغم هذه التبريرات، يظل الشك قائماً حول دور الأردن كشريك في التحالف العسكري إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة، على غرار دور قبرص.

في قبرص، تشهد الجزيرة حراكًا عسكريًا ملحوظًا، حيث وصل وفد عسكري أمريكي رفيع المستوى في الأيام القليلة الماضية، وأجرى اجتماعات عاجلة مع مسؤولي الدفاع والاستخبارات القبرصيين.

ورافق الوفد كمية كبيرة من المعدات العسكرية ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة. وقد أبلغ الأمريكيون القبارصة أن الجزيرة ستستخدم كمنصة لاعتراض أي هجمات محتملة من إيران أو حزب الله أو الحوثيين.


كما شهدت القواعد البريطانية في الجزيرة تعزيزات جديدة من الخبراء والمعدات الدفاعية.

ومع تصاعد التوترات، طلب الجانب الأمريكي من قبرص المباشرة في إجراء مناورات عسكرية مشتركة بشكل فوري، وهو ما أربك السلطات القبرصية، خاصة أن هذه المناورات تتطلب عادة تخطيطًا مسبقًا وليس تنفيذها بشكل مفاجئ.

وتحاول السلطات القبرصية التخفيف من حدة القلق بالتواصل مع جهات مرتبطة بمحور المقاومة، لنقل رسالة مفادها أن هذه التحركات العسكرية تتم خلافًا لرغبتهم، وأنهم لا يريدون توريط بلادهم في أي حرب.

إلا أن هذا لم يغير من واقع الأمور، حيث ازداد التنسيق بين قبرص وإسرائيل، مع سماح قبرص للطيران المدني الإسرائيلي باستخدام أجوائها لنقل المسافرين عبر الجزيرة.

وبالإضافة إلى الحضور المدني الإسرائيلي المتزايد في قبرص، هناك شكوك حول وجود عناصر أمنية وعسكرية إسرائيلية بين الوافدين، خاصة بعد طلب إسرائيل من السلطات القبرصية رفع مستوى التعاون في حالة وقوع حرب.

وعلى صعيد آخر، أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مناورات في الأجواء القبرصية تحاكي هجومًا على إيران، في إطار التحضيرات لمواجهة أي هجوم إيراني محتمل.

وبهذا الصدد، تقوم إسرائيل بتدريبات عسكرية مشابهة في اليونان نظرًا لتضاريسها المثالية لتدريبات الهجوم على إيران.

في إطار هذه الاستعدادات، أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنشر طائرات مقاتلة إضافية لحماية إسرائيل، وأعلن عن إرسال حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” لتحل محل “يو إس إس ثيودور روزفلت” في المنطقة، إلى جانب نشر مقاتلات وطائرات استطلاع في قواعد عسكرية بالشرق الأوسط تشمل الأردن وقبرص واليونان.

الأخبار 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...