انتشار متلازمة الهزات الأرضية بين السوريين

28-08-2024

انتشار متلازمة الهزات الأرضية بين السوريين

تشهد سورية انتشاراً متزايداً لما يُعرف بـ”متلازمة الهزات الأرضية” بين الأطفال والبالغين على حد سواء، خصوصاً بعد تجدد سلسلة الزلازل منذ 12 أغسطس الجاري، حيث شهدت المنطقة الوسطى عدة هزات أرضية بلغت شدتها 5.5 درجة.

تؤثر هذه المتلازمة بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من الخوف والهلع أثناء الزلازل، حيث يبقى لديهم شعور مستمر بالاهتزاز، ويظنون باستمرار أن زلزالاً آخر قد يحدث، بينما لا يشعر الآخرون بشيء.

“زرقاء اليمامة” في اكتشاف الزلازل

منذ الزلزال القوي الذي وقع في 12 أغسطس، أصبحت “صبا” قادرة على اكتشاف الزلازل قبل وقوعها بدقائق، مستندة إلى حدّة سمعها وقدرتها على سماع الأصوات الصادرة عن الأرض قبل وقوع الزلزال.

وتقول صبا: “حذرت أمي من الهزة الثانية قبل وقوعها بدقائق، لكن لم يصدقني أحد حتى حدثت الهزة بالفعل”.

ويطلق أفراد عائلتها عليها لقب “زرقاء يمامة الزلازل، ويمزحون بأن هيئة الاستشعار عن بعد قد توظفها بدلاً من استخدام مقياس ريختر، نظراً لقدرتها على التنبؤ بالزلازل مبكراً.

تفسير متلازمة الهزات الأرضية

توضح الدكتورة أليسار عجوب أن “متلازمة الهزات الأرضية” تنتشر عادة بعد حدوث الزلازل، وتفسرها بأنها جزء من اضطراب الصدمة النفسية PTSD الذي يؤثر على الجهاز الدهليزي في الأذن، مما يسبب اضطراباً في التوازن. 
وتضيف أن هذا الاضطراب غالباً ما يترافق مع القلق والاكتئاب، لكنه يزول تدريجياً مع مرور الوقت.

كما تعزو الدكتورة أليسار قدرة “صبا” على سماع أصوات الهزات قبل وقوعها إلى تركيزها الشديد واستماعها الدقيق للمؤشرات التي تسبق الزلازل.

“جرس إنذار” طبيعي

من جانبها، تُعرف الشابة “سوريانا” بين أفراد عائلتها بأنها “جرس إنذار” طبيعي، حيث تستشعر الهزات قبل وقوعها وتنبّه عائلتها، الذين يسرعون إلى أماكن الحماية عند سماع صراخها.

تقول سوريانا: “لا أفهم كيف يمكن لوالدي وأخوتي أن يغفوا ولا يشعروا بالهزات الخفيفة، بينما أشعر بها حتى لو كانت شدتها درجة واحدة فقط”.

وقد أثبتت سوريانا قدرتها على التنبؤ بالزلازل بناءً على ملاحظتها لتغيرات في الطقس، مثل ظهور الغيوم وسرعة الرياح في غير أوانها، مما جعل أفراد عائلتها يأخذون تحذيراتها على محمل الجد.

تأثير الاضطرابات على الصحة

تؤكد الدكتورة عجوب أن اضطراب الجهاز الدهليزي، الذي يرتبط بالمخيخ، يؤدي إلى مشاكل في التوازن والحركة بعد الزلازل، وتختلف شدته من شخص لآخر. يمكن علاج هذه الحالة بالأدوية حسب درجة التأثر.

وأشارت تقارير طبية من المشفى الوطني في حماة إلى أن عشرات المصابين بالهلع الشديد ومتلازمة الهزات توافدوا إلى قسم الإسعاف، بينما لم تسجل إصابات جسدية خطيرة بسبب الزلازل سوى حالات بسيطة.

أخيراً، تبرز متلازمة الهزات الأرضية كسبب رئيسي للقلق بين السوريين، حيث دفعت البعض إلى اللجوء للمشافي أو حتى المبيت في الخيام التي وفرتها المنظمات الأهلية في الحدائق، هرباً من القلق المستمر.

وتختتم الدكتورة أليسار نصيحتها بضرورة الاسترخاء والابتعاد عن مصادر الهلع، مشيرة إلى أن النوم الجيد هو عامل أساسي في التخفيف من تأثير المتلازمة.


إرم نيوز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...