عن النفط ودموع الأمهات العراقيات واللعبة الدبلوماسية في المصالحة الإسرائيلية التركية

12-04-2013

عن النفط ودموع الأمهات العراقيات واللعبة الدبلوماسية في المصالحة الإسرائيلية التركية

جولة (الجمل) على الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:

كيف سيزور أردوغان غزة؟

كتب الكاتب مراد يتكين في صحيفة راديكال مقالاً عن المصالحة الإسرائيلية التركية, وعن اللعبة الدبلوماسية والإعلامية التي جرت. كما حلل نية أردوغان زيارة غزة وتأثيرها في العلاقة الإسرائيلية التركية والفلسطينية التركية. ويقول يتكين:
ينتظر أن يتناول وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مباحثاته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو عملية السلام في الشرق الأوسط. وبعد تدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحساسية التي كانت موجودة بين تركيا وإسرائيل كان قد أجبر بنيامين نتنياهو على الاعتذار من تركيا, والآن يسعى أوباما إلى إعادة العلاقات التركية المصرية إلى مجراها النظامي، بل وتحسينها أكثر مما كانت. وبعد أن اعتذر نتنياهو بسبب حادثة سفينة مرمرة التي قتل فيها تسعة مواطنين أتراك من قبل الجيش الاسرائيلي قرر أردوغان زيارة غزة. ولهذه الزيارة سببان؛ الأول إيصال رسالة للفلسطينيين مفادها أنهم ليسوا وحيدين, والثاني الاستمتاع بالطعم السياسي للاعتذار الإسرائيلي. ولكن هذا التطور لن يسعد إسرائيل ولن يسعد الفلسطينيين خارج حماس رغم تحمس خالد مشعل لهذه الزيارة.
لذلك وبعد الاعتذار مباشرةً صرح مسؤول فلسطيني لم يفصح عن اسمه لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليمينية بأن السلطة الفلسطينية ليست راضية بإقتصار زيارة أردوغان لغزة فقط. ورغم تكذيب الخبر من قبل السفارة الفلسطينية في أنقرة إلا أن الرسالة وصلت إلى مبتغاها.
في 21 آذار وقبل الإعتذار الإسرائيلي بيوم واحد كتبت صحيفة بوليتيكا الدانماركية عن لقاء أردوغان مع الإسرائيليين وعنونت "أردوغان يتراجع عن تصريحاته حول الصهيونية"، كما أن الصحف الأميركية والإسرائيلية اقتبست أخباراً كهذه. وهذا الأمر كان له تأثير كبير في إقناع أوباما لنتنياهو بالاعتذار من تركيا وقبول أردوغان للإعتذار. ويحكى في الكواليس الدبلوماسية أن الدبلوماسيين الأميركيين والإسرائيليين والأتراك والدانماركيين أجروا على مدة عدة أيام عصيبة لقاءات مكثفة للتوصل إلى هذه النتيجة. أي أنه من الممكن أن تكون صحيفة جيروزاليم بوست نجحت كما صحيفة بوليتيكا بنشر رسالة سياسية من خلال خبريهما المذكورين.
وفي اجتماع القمة العربية في الدوحة في 26-27 آذار التقى رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس, المنتمي لحركة فتح, مع داوود أوغلو، وسأله عن كيفية وتوقيت زيارة أردوغان غزة. وبحسب معلوماتنا فإن داوود أوغلو رد عليه بأن لا علم له هو أيضاً, ومازال العمل جارياً لاجراء الترتيبات.
أي أنه في نية أردوغان أن يزور غزة, وسيزورها. ومن الممكن أن يقرر تاريخ الذهاب في 16 نيسان, حيث سيقرر ذلك في اجتماع سيجريه مع أوباما في القصر الأبيض أواسط شهر نيسان. ولكن الظروف والتاريخ غير مناسبين لزيارة كهذه.
فعلى سبيل المثال ستبدأ في تركيا مباحثات التعويض لضحايا حادثة مرمرة في 11-12 نيسان. (بالمناسبة, عليكم أن تخمنوا مدى صعوبة هذه القضية بعد أن صرحت عائلة أحد الشهداء بأنها سوف تتبرع بالتعويض إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي) وبعد هذه المرحلة سوف يزداد مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وستحل مرحلة إعادة تعيين السفراء في البلدين, حيث يتوقع أن تمتد هذه المرحلة إلى نهاية شهر حزيران. كما أن هناك مشكلة جغرافية، ففلسطين كما هو معلوم مقسومة إلى جزءين؛ غزة تحت سيطرة حركة حماس، والضفة الغربية تحت سيطرة حركة فتح. ولا يتم العبور من إحداها إلى الأخرى إلا عبر الأراضي الإسرائيلية. وإذا أراد رئيس الوزراء الذهاب إلى غزة فقط دون اللجوء إلى مخاطبة إسرائيل, فعنده طريق واحد, إذا تركنا جانباً الطريق البحري على شاكلة سفينة مرمرة, وهو العبور من مصر إلى غزة عن طريق معبر رفح.
وبعد غزة, إذا أراد زيارة الطرف الآخر (رام الله) لعدم إزعاجه، فعليه المرور بالأراضي الإسرائيلية, كما يوجد خيار ثالث يعتبر حلاً وسطاً للجميع. يمكن لأردوغان, كما فعل سابقاً, أن يهبط في مطار بن غوريون الإسرائيلي ويزور كلاً من غزة ورام الله وإسرائيل. كما أن علامات التطبيع هذه سوف تفيد في نية أردوغان إقناع حماس بدخول مرحلة مباحثات السلام مع إسرائيل.
لمحبي المتابعة؛ سوف نشاهد لعبة دبلوماسية غريبة جداً في الفترة القادمة.
(مراد يتكين – صحيفة: راديكال)

لعبة النفط في إقليم كردستان العراق

إن مرحلة الحل هي الصورة السطحية فحسب للوحة, ولكن لهذه اللوحة صورة ما تحت الأرض أيضاً.
بعد التدخل الأميركي في العراق, وضع دستور جديد للبلاد تحت مسمى حماية وحدة الأراضي العراقية, وبحسب هذا الدستور تم تخصيص 17 بالمئة من عوائد النفط العراقي لمصلحة إقليم كردستان العراق.
الحكومة المركزية العراقية تدفع لحكومة كردستان العراق كل عام مبلغ 30 مليار دولار دون أي مقابل. إنها مساهمة كبيرة من أجل تطور الإقليم. إن إقليم شمال العراق عبارة عن ورشة ضخمة, المنشآت في كل مكان, الفنادق والمنتجعات والمجمعات السكنية. في أربيل استلمت شركة تركية مشروع بناء مطار قيمته 500 مليون دولار. وهناك مطار آخر سوف ينشأ. ولكن الأهم من ذلك؛ تم إفتتاح المئات من آبار النفط الجديدة. كما يتم حفر آبار أخرى. وينتظر في هذا العام أن يصل مردود النفط في الإقليم إلى 17 مليار دولار. وسيتضاعف هذا الرقم في الأعوام المقبلة, حيث يقدر مردود الإقليم من النفط عام 2017 بـ138 مليار دولار. ولهذا السبب اقترب افتراق الطرق بين الدستور العراقي من جهة والحسابات الرياضية لأربيل من جهة أخرى، فأربيل تجري عملية تفاضل بين 138 مليار دولار من جهة و30-40 مليار دولار من عوائد النفط العراقي من جهة أخرى, وهذا ما يثير غضب حكومة المالكي.
عوائد النفط التي تتدفق إلى كردستان العراق من نفطها الذاتي ومن النفط العراقي لا تشمل نفط منطقتي كركوك والموصل, لأن الموصل أساساً تابعة لبغداد, وكركوك سوف يتحدد مصيرها بناء على استفتاء على الدستور العام. ولكن العراق لا يريد هذا الاستفتاء لأنه وحسب ادعائه قد تم اتلاف سجلات النفوس الحقيقية في كركوك، وتغيرت النسب بسبب الهجرات الكردية اللاحقة إليها. وتم إغلاق خط النفط من الموصل وكركوك الذي يغذي بعض المعامل في تركيا, لأن هذا الخط يمر بمعظم مناطق العرب في العراق, أي أن مسألة كركوك والموصل لا تدخل في حسابات كردستان. وهي تعتمد فقط على آبار النفط الموجودة في الأراضي المتروكة لها من دون نقاش. والآن يتم التخطيط لمشروع مد خط أنبوب نفط جديد ذو غزارة عالية لضخ النفط إلى تركيا. كما أنه يلعب دور اللاصق في جغرافيا المصالح المشتركة مع تركيا. وعدا عن النفط توجد هناك أبعاد اقتصادية جعلت من كركوك والموصل ذراعاً اقتصاديةً هامة لتركيا. هذا التقارب يثير غضب المالكي بشكل كبير. وبسبب استناد كردستان العراق على تركيا قررت حكومة المالكي الشيعية الاستناد على الدولة الإيرانية الشيعية. ويزداد التأثير الإيراني على جارتها العراق. وعن طريق العراق يتم التأثير على الشيعة في لبنان وخصوصاً حزب الله, كما يؤثر ذلك على النظام السوري.
فهمت إسرائيل أن توسع رقعة الهيمنة الشيعية على هذه المنطقة يشكل تهديداً كبيراً عليها, ويجب قطع هذا الممر الشيعي الممتد حتى البحر الأبيض المتوسط. بالإضافة إلى أن أميركا منزعجة من إمتداد ممر شيعي إلى البحر الأبيض المتوسط خصوصاً أنها لا تتحمل إمتلاك إيران لصناعة النووي. الأمريكيون والإسرائيليون يرون من منظورهم أن شهوة مردود النفط لحكومة شمال العراق لا تتوافق مع حساباتهم. كما أن تقارب حكومة شمال العراق مع الدولة التركية أكثر مما هو مطلوب يثير المخاوف الأميركية والإسرائيلية. ويقوم البرزاني بشن حملات تكتيكية لكسب الدعم الروسي مقابل هذه المخاوف الأميركية. فقرر إعطاء شركة غاز بروم الروسية الضخمة 1 بالمئة من النفط الكردستاني كنسبة رمزية, وهذه النسبة قابلة للتطور في المستقبل محاولاً زج روسيا في هذه اللعبة أيضاً, كما أن اسرائيل كالعادة هي أيضاً ضمن اللعبة وتلعب دوراً أساسيأ.
ونحن نتقدم في موضوع الحل مع حزب العمال الكردستاني في لعبة كهذه يأخذ فيها العمالقة أدواراً أساسيةً. وعلى تركيا أن تكتب صفحاتها بشكل صريح وصادق وفقاً لسيناريو هذه اللعبة عندما يتم استخراج وضخ كميات ضخمة من النفط. ومن ناحية أخرى تقع الكثير من الأجساد الشابة ضحية لهذا النفط, كما أن دموع الأمهات والزوجات والأبناء هي أرقام إحصائية كبيرة يتم تجاهلها بسبب هذا النفط.
(موقع: أوضا تي في)

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...