تجارة الأمبيرات تزدهر بتوسع مساحة الظلام في سوريا

29-08-2024

تجارة الأمبيرات تزدهر بتوسع مساحة الظلام في سوريا

في ظل الانقطاع شبه التام للكهرباء والتقنين القاسي الذي يمتد لساعات طويلة يوميًا، دخل «نظام الأمبيرات» المحافظات السورية خلال سنوات الحرب، و أصبح ضرورة ملحة ، الأمر الذي أجبر المواطنين على دفع مبالغ طائلة للحصول على الحد الأدنى من الكهرباء.

وبالرغم من الاعتراضات، أصبح هذا النظام مصدر دخل يدر المليارات على أصحابها. بينما يعتبر البعض أن نظام الأمبيرات مجرد «حل مؤقت» لسد الفجوات التي يتركها الغياب شبه الكلي للكهرباء الحكومية في سوريا، يذهب آخرون إلى التساؤل عما إذا كان يمكن أن يتحول إلى بديلٍ جدي ودائم. ويبقى السؤال هل يمكن لنظام الأمبيرات أن يكون بديلاً حقيقياً وفعّالاً للكهرباء الحكومية؟

8 أضعاف الحد الأدنى الرسمي للأجور!

وفي حساب التكلفة الشهرية للأمبيرات بالنسبة للعائلة السورية، فإنه تم الإعتماد على الحد الأدنى في جميع جوانب العملية الحسابية. ووفق هذا السيناريو، سنعتبر أولاً أن نظام كهرباء الدولة ثابت على نظام (4 ساعات قطع، وساعتي وصل)، ثم سنعتبر أن الأجهزة جميعها التي سيتم تشغليها في المنزل تتمتع بأفضل معايير توفير الطاقة وفقاً للمتوفر منها في السوق السورية حتى تاريخ منتصف شهر آب 2024.

وبناءً عليه، سنحدد احتياج الأسرة على الشكل التالي: براد واحد لمدة 6 ساعات (1500 واط يومياً)، وشاشة LED واحدة لمدة 6 ساعات أيضاً (360 واط يومياً)، وثلاث لمبات توفير (ميتال أو نيون ليد) لمدة 8 ساعات (720 واط يومياً)، ومروحتان لمدة 15 ساعة (2100 واط يومياً)، وشاحن لابتوب متوسط لمدة 5 ساعات (500 واط يومياً).

وفقاً لهذا الحساب - الذي يتجاهل الكثير من الأجهزة الضرورية الأخرى في المنزل - فإن مجموع الاستهلاك اليومي للأسرة يصل إلى نحو 5.2 كيلو واط يومياً.

وعلى افتراض أن سعر الكيلو واط ساعي الواحد يعادل 14 ألف ليرة سورية (الوسطي السوري بين 9,000 و19,000 ليرة حسب المحافظة والمنطقة) فإن فاتورة الاستهلاك اليومي للأسرة ستصل إلى 72,800 ليرة سورية يومياً و2,184,000 ليرة شهرياً أي نحو 8 أضعاف الحد الأدنى الرسمي للأجور في سورية والبالغ 278,910 ليرة شهرياً 

وبالطبع، فإننا نتحدث هنا عن تكلفة الاستهلاك بالحدود الأكثر تدنياً وفقا للصحيفة.

و في حال الاعتماد الكلي على الأمبيرات، ووفقاً للتقديرات الحكومية حول الاستهلاك الأكثر شيوعاً لدى الأسرة السورية، والبالغ 1000 كيلو واط كل دورة (500 كيلو واط شهرياً)، فإنه سيصل بالتكلفة إلى حدود هائلة تقارب 7 ملايين ليرة سورية شهرياً.

بهذا المعنى، فإنه بالنسبة للشريحة الأكبر من الشعب السوري، يُعتبر نظام الأمبيرات خياراً إنقاذياً إسعافياً وطارئاً، يضمن لها الحد الأدنى من الاستمرار في الحياة اليومية في ظل انقطاع الكهرباء المستمر، حيث يجد السوريون أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى هذا النظام لتشغيل عدد محدود جداً من ضروريات المنزل ويتعاملون معه بوصفه «شر لا بد منه»، ولا يرونه بأي حالٍ من الأحوال بديلاً عن الكهرباء الحكومية.

قاسيون

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...