لقاح الكورونا والجلطات القلبية: بين الحقائق والشائعات

07-08-2024

لقاح الكورونا والجلطات القلبية: بين الحقائق والشائعات

منذ بدء جائحة كورونا (COVID-19)، تصدرت اللقاحات المشهد كأحد الحلول الأساسية لمكافحة الفيروس وتقليل آثاره الصحية والاقتصادية ومع ذلك ظهرت بعض المخاوف حول سلامة هذه اللقاحات، خاصة فيما يتعلق بإمكانية تسببها في الجلطات القلبية.
 في هذا المقال، نستعرض الأبحاث والدراسات المتعلقة بهذا الموضوع، مدعومة بالإحصائيات، لتقديم صورة واضحة تستند إلى الأدلة العلمية.

للفهم العلمي لمخاطر حدوث الجلطات وحسب دراسات كبيرة وكثيرة ، قمت باعتماد اسلوب علمي بحت واكاديمي شفاف لجمع واستخلاص الدراسات وكتبت بشكل واضح وسلس ومفهوم عن كل لقاح بشكل منفرد كي يشاهد كل شخص نتائج الدراسات حول اللقاح الذي تطعم به : 

1. دراسة حول لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca).
...................
في بداية حملة التطعيم العالمية، ارتبط لقاح أسترازينيكا بحالات نادرة من الجلطات الدموية المصحوبة بنقص الصفائح الدموية (TTS). وفقًا لدراسة نشرت في مجلة The New England Journal of Medicine ، بلغ معدل حدوث TTS حوالي 1 إلى 2 حالة لكل 100,000 مطعّم . 
ومع ذلك، أكدت الدراسة أن فوائد اللقاح تفوق مخاطره بكثير، حيث يقلل بشكل كبير من حالات الإصابة الشديدة بكوفيد-19 والوفيات الناتجة عنه.

2. لقاح جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson).
.................
لقاح جونسون آند جونسون، مثل أسترازينيكا، مرتبط أيضًا بحالات نادرة من الجلطات الدموية ، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، كانت هذه الجلطات نادرة جدًا، حيث بلغ المعدل حوالي 7 حالات لكل مليون.

3. دراسات على لقاحات mRNA (مثل فايزر وموديرنا).
...............
 لقاحات mRNA، مثل فايزر-بيونتيك وموديرنا، لم تظهر ارتباطًا واضحًا بزيادة خطر الجلطات الدموية.
 دراسة منشورة في مجلة JAMA أكدت أن معدل حدوث الجلطات القلبية بعد التطعيم بهذه اللقاحات كان مشابهًا لمعدلها في الجمهور العام غير المطعم ، لم تسجل اي حالة جلطات لهذا اللقاح. 
 انا شخصيا مطعم بهذا اللقاح ( فايزر بيونتيك - الالماني الاميركي ) بكامل جرعاته وقدمت اكثر من محاضرة أكاديمية هنا في المانيا حول هذه التقنية الجديدة والآمنة التي يعمل بها.

4.لقاح "سينوفارم" (Sinopharm) الصيني.
...............
 يستخدم لقاح "سينوفارم" فيروسًا غير نشطا يتم تدمير الفيروس بحيث لا يمكنه التسبب في المرض ولكنه يحفز الجهاز المناعي لإنتاج استجابة ضد الفيروس الحي، وهي طريقة قديمة في علم الامصال ومجربة وآمنة جدا.
 أظهرت الدراسات السريرية أن فعالية اللقاح تبلغ حوالي 79% في الوقاية من المرض العرضي.
ولم ترد تقارير عن حالات تجلط دموي مرتبطة باللقاح.

5. لقاح "سينوفاك" (Sinovac - CoronaVac) الصيني.
................
 يعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها لقاح "سينوفارم" من خلال استخدام فيروس غير نشط لتحفيز الاستجابة المناعية.
 تختلف تقديرات الفعالية من دراسة إلى أخرى، لكنها عمومًا تتراوح بين 50% و 83% في الوقاية من المرض العرضي.
مع عدم وجود تقارير كبيرة عن الجلطات الدموية.

6.لقاح "سبوتنيك V" (Sputnik V) الروسي
...............
يعتمد على ناقل فيروسي غير متكاثر ،يتم استخدام فيروس غدي معدّل ليحمل جزءًا من الشيفرة الجينية للفيروس التاجي إلى خلايا الجسم، مما يحفز الجهاز المناعي لإنتاج استجابة.
أظهرت التجارب السريرية فعالية عالية تبلغ حوالي 91.6% في الوقاية من المرض العرضي. تقارير السلامة تشير إلى أن اللقاح آمن بشكل عام ، ونشرت دراسة عنه واحدة من اعرق المجلات العلمية مجلة  مجلة The Lancet
 لم تكن هناك أدلة قوية تشير إلى أن اللقاح يزيد من خطر التجلطات بشكل ملحوظ .

الإحصائيات والبيانات
فعالية اللقاحات مقابل مخاطرها
...................
- وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تسببت لقاحات كوفيد-19 في تجنب ما يقدر بنحو 20 مليون وفاة في عام 2021 وحده .

- دراسة بريطانية نشرت في مجلة *The Lancet* واحدة من أهم واعرق المجلات العلمية أظهرت أن خطر الإصابة بالجلطات القلبية بعد الإصابة بكوفيد-19 مرتفع  فالفيروس يسبب جلطات في الدم والرئة وان ذلك يشكل  10 أضعاف الخطورة مقارنة بمخاطر التطعيم ،

هل زادت معدلات الجلطات القلبية بعد لقاحات الكورونا : 
....................
- وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) المكان المعتمد لعلم الاحياء الدقيقة الممرضة وعلم الامراض والوقاية منها ، فإن معدل حدوث الجلطات القلبية الطبيعية في السكان هو حوالي 100 حالة لكل 100,000 شخص سنويًا. بالمقارنة، لم ترتفع هذه النسبة بعد تلقي سكان الارض اللقاحات ضد الكورونا ولم تبلغ اي دولة عن اكتظاظ مشافيها بأمراض القلب او الجلطات فوق النسب المعروفة .

معدل حدوث الجلطات المرتبطة باللقاحات في هذه السنوات التي اخذ بها الناس اللقاح كان منخفضًا جدًا ولا يشكل فرقًا كبيرًا حسب النسب العالمية .

هل تغيرت صحة القلب بعد اللقاح؟
..................
دراسات حديثة وضخمة العدد حول تأثير اللقاحات على صحة القلب والأوعية الدموية؟

ساذكر بعض النتائج الرئيسية من هذه الأبحاث:

1. دراسة نشرت في مجلة JAMA Cardiology شملت أكثر من 2.5 مليون أشخاص تلقوا لقاحات كوفيد-19.
 وجدت هذه الدراسة أن معدلات الإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد التطعيم كانت منخفضة بشكل عام (حوالي 2-3 حالات لكل مليون جرعة).

2. دراسة أخرى نشرت في مجلة Circulation تابعت أكثر من 2 مليون شخص وأظهرت أن خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية لم يزداد بعد التطعيم بلقاحات كوفيد-19.

3.بعض الدراسات الأخرى لاحظت ارتفاعًا طفيفًا في معدلات التهاب عضلة القلب، خاصةً لدى الشباب الذكور بعد الجرعة الثانية. ولكن هذه الحالات كانت في الغالب طفيفة وخفيفة الأعراض مقارنة مع الضرر الذي يسببه الفيروس لعضلة القلب.

وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب ماهو التأثير :
....................
 توجد بعض الدراسات التي تناولت تأثير لقاحات كوفيد-19 على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب
منها  :

1. دراسة نشرت في مجلة Circulation  شملت أكثر من 2 مليون شخص، وقد وجدت أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب لم يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية بعد تلقي لقاحات كوفيد-19 مقارنةً بالأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي.

2. دراسة أخرى نشرت في مجلة JAMA Cardiology  تابعت أكثر من 560,000 شخص وأظهرت أن معدلات الإصابة بالتهاب عضلة القلب كانت مشابهة بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب والذين ليس لديهم بعد التطعيم بلقاحات كوفيد-19.

3. بعض الدراسات الأصغر حجماً لاحظت أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي قد يكونون أكثر عرضة لتطوير أعراض خفيفة مؤقتة في القلب بعد التطعيم، ولكن هذه الآثار كانت طفيفة وزالت بسرعة لم تكن دائمة.

بشكل عام، تُظهر هذه الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب لا يبدو أنهم أكثر عرضة للآثار الضارة المتعلقة بالقلب مقارنةً بالسكان العاديين بعد تلقي لقاحات كوفيد-19. 

ماهو رأي وتوصيات اللجان الصحية العالمية المعتمدة 
..................
اللجان الصحية العالمية الرئيسية مثل :
- منظمة الصحة العالمية WHO 
- مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)
- وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) 
جميعها تؤكد بأن الفوائد الإجمالية للقاحات كوفيد-19 تفوق بكثير مخاطرها وتوصي هذه الهيئات باستمرار استخدام اللقاحات لجميع الفئات العمرية خصوصا وقت الجائحات .

إرشادات اقولها للمطعمين : 
.........
اولا/ انصح جدا بعدم الوهم فقد قال الشيخ الرئيس العالم والطبيب والفيلسوف  ابن سينا " الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء" نحن نمرض حين نتوهم وتضعف مناعتنا .
لم نشاهد او نسمع ( ولم تعلن اي دولة )ونحن داخل الوسط العلمي والطبي بان المشافي اكتظت بالسكتات القلبية أو زادت امراض القلب بشكل طارئ، الامور ضمن مستوياتها، زيادة الجلطات بعد الحروب او الاوضاع الاقتصادية والنفسية الصعبة وتعقد العالم من حولنا هذه عوامل سنتحدث عنها بمقال منفرد .

ثانيا / الأعراض غير المعتادة مثل آلام الصدر، وضيق التنفس، وتورم الساقين او خفقان القلب عندها يجب مراجعة طبيبك لمعرفة السبب وتلقي العلاج ، غالبا بعد فترة سنتين او اكثر من تلقي اللقاحات هذه الأعراض سببها شيء آخر ، اكتشفه وعالجه .

ثالثا/ يجب عدم اخذ ادوية مميعة للدم بعد اخذ اي من اللقاحات المذكورة دون وجود حالة طبية تستوجب ذلك يصفها لك طبيبك ، اخذ المميعات من تلقاء نفسك دون الرجوع لطبيبك يعرضك لنزيف في الجمجمة او الجهاز الهضمي.

رابعا /التوعية والتثقيف: يجب على الأطباء والمدرسين وبرامج التوعية في الاذاعات او التلفزيونات ووسائل الواصل توعية المرضى دائما بالمخاطر وفوائد اللقاحات وفوائد العلم الذي قدم هذه اللقاحات وتقديم المشورة بناءً على الأدلة العلمية فقط من قبل أشخاص مؤهلين لذلك.

 الخلاصة :
................

تشير الأبحاث والدراسات الحالية إلى أن خطر الجلطات القلبية الناتجة عن لقاحات كوفيد-19، هو خطر نادر جدًا ولا يشكل تهديدًا كبيرًا مقارنة بالفوائد الهائلة التي تقدمها هذه اللقاحات في الوقاية من المرض الشديد والوفيات . 

ومن الأهمية بمكان أن يستمر الجمهور في تلقي اللقاحات مع مراعاة الإرشادات الطبية، لضمان حماية أنفسهم والمجتمع من مخاطر فيروس كورونا او غيره فالفيروسات والامراض المعدية والاحياء الدقيقة تعيش معنا على هذا الكوكب ومرت قصة الجنس البشري باوبئة سابقة وستمر باوبئة قادمة وفقط العلم هو الذي سيقدم الحل للنجاة، هذه فائدة اننا بشر ولنا عقول تعمل في هذا الكون. 

اخيرا يا احباب كتبت هذا المقال بما يمليه علي ضميري المهني والأخلاقي والعلمي والاكاديمي دون تقديم اي دراسة على حساب دراسة اخرى او المبالغة باي دراسة او حجب اي معلومات ذات قيمة. 

 المصادر التي اعتمدت عليها
ويمكن الرجوع لها وهي : 

1. World Health Organization (WHO).
2. Centers for Disease Control and Prevention (CDC).
3. JAMA - American Medical Association.
4.The New England Journal of Medicine.
5. The Lancet.
6.JAMA Cardiology
7.Circulation - American Heart Association.

مع محبتي 
د/ مجد نزار بريك هنيدي 
اختصاصي الطب المخبري والتحاليل الطبية. 
حائز على شهادة الدراسات العليا في التحاليل الطبية وعلم الاحياء الدقيقة السريرية وعلم المناعة والأمصال. 
حائز على شهادة المعادلة الالمانية كاختصاصي في الطب المخبري. 
عضو مساهم في الجمعية الأميركية لعلم الاحياء الدقيقة ASM .
عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الدم EHA.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...