احتمالات الحرب : الخسائر الاقتصادية ستكون أكثر قسوة

09-08-2024

احتمالات الحرب : الخسائر الاقتصادية ستكون أكثر قسوة

تتمحور مخاوف الدول الغربية حول التأثير الاقتصادي المحتمل في حال اندلاع حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث إن أية صراعات في هذه المنطقة قد تؤدي إلى أضرار جسيمة لمصالحها الاقتصادية.

ولعل السبب الرئيسي وراء هذا التخوف ليس حماية الأرواح أو ضمان الاستقرار الإقليمي، بل هو القلق من تأثير تلك الصراعات على التدفق المستمر للنفط والغاز، إضافة إلى الاستثمارات الغربية في المنطقة.

الغرب يدرك تماماً أن أي حرب إقليمية قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في أسواق الطاقة العالمية، وهو ما قد يتسبب في ارتفاع أسعار النفط والغاز إلى مستويات غير مسبوقة، مما يضع ضغطاً هائلاً على اقتصادات الدول الغربية.

فعلى سبيل المثال، تشكل الدول العربية أكثر من 27% من الإنتاج العالمي للنفط، وأي تعطيل لهذا الإنتاج سيكون له تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي.

إلى جانب التأثير المباشر على أسواق الطاقة، فإن الاستثمارات الغربية في المنطقة أيضاً عرضة للخطر.

إذ شهدت السنوات الأخيرة تدفق استثمارات كبيرة من أوروبا وأميركا إلى الشرق الأوسط، واستمرار هذه الاستثمارات يعتمد بشكل كبير على استقرار المنطقة.

الحرب الإقليمية قد تؤدي إلى تراجع في هذه الاستثمارات، كما قد تتأثر الشركات الغربية التي تعتمد على أسواق المنطقة لتصريف منتجاتها.

من ناحية أخرى، فإن مثل هذه الحرب ستؤثر على جميع القطاعات الاقتصادية، من البورصات إلى الصناعات وحتى السياحة، مما سيؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق.

كما أن المخاطر على الممرات المائية وخطوط التجارة ستزيد من تعقيد الأمور، إذ قد يتعطل المرور الطبيعي للسفن المحملة بالنفط والبضائع إذا شمل الصراع مناطق مثل الخليج العربي أو البحر المتوسط.

هذا السيناريو ليس مجرد تخمين، بل إن تأثيرات الحرب “الإسرائيلية” على غزة وامتداد الجبهات الداعمة للمقاومة الفلسطينية قد أظهرت بالفعل كيف يمكن لصراع إقليمي أن يترك بصماته على اقتصاديات المنطقة والعالم.

أسعار السلع ارتفعت بسبب تكاليف النقل والتأمين، وتراجعت حركة السياحة، وتوقفت العديد من المشاريع الاستثمارية الكبرى.

هذه التحديات تجعل من الواضح أن أي تصعيد للصراع في المنطقة سيكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي.

ببساطة، إذا اندلعت حرب إقليمية في الشرق الأوسط، فإن الغرب سيواجه “تسونامي” اقتصادي، وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع محدودية البدائل المتاحة لتجنب هذه الكارثة الاقتصادية.

الميادين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...