فشل تركي متجدّد في ضبط الفصائل: أبو الزندين مغلق… حتى إشعار آخر

23-08-2024

فشل تركي متجدّد في ضبط الفصائل: أبو الزندين مغلق… حتى إشعار آخر

تعثر افتتاح معبر “أبو الزندين” الذي يربط بين مناطق سيطرة الفصائل المسلحة ومناطق سيطرة الحكومة السورية في ريف حلب يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التأخير، رغم التوافق الروسي-التركي الذي يهدف إلى تمهيد الطريق نحو التطبيع بين دمشق وأنقرة.

وكان المعبر، الذي أغلق قبل نحو أربع سنوات، يعتبر من المعابر الأساسية لإدخال المساعدات عبر خطوط التماس.

ورغم الاتفاق على إعادة فتحه في يونيو الماضي، تعرض المعبر لهجمات من مسلحين معارضين للقرار، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالمعبر وتأجيل افتتاحه عدة مرات.

وفي محاولة لإعادة فتح المعبر يوم الإثنين الماضي، تعرض المعبر مرة أخرى لهجوم بالقذائف من قبل مسلحين مجهولي الهوية، مما أدى إلى توقف العمل فيه.

هذا الهجوم جاء على الرغم من الاتفاق الذي كان من المفترض أن تتولى تركيا بموجبه ضبط الأوضاع الأمنية.

بالتزامن مع هذه الأحداث، شهدت مدينة الباب تظاهرات جديدة معارضة لإعادة تشغيل “أبو الزندين”، حيث قام المتظاهرون بإغلاق الطرق المؤدية إليه، مما ساهم في تأخير افتتاحه مرة أخرى.

ووفقاً لمصادر ميدانية، قامت تركيا بتنفيذ “استنفار أمني” في المنطقة، شمل اعتقال عدد من المسلحين الذين عارضوا إعادة فتح المعبر. وقد أصدرت أنقرة تحذيرات شديدة اللهجة لقادة الفصائل المتمركزة في المنطقة لمنع أي انفلات أمني.

ورغم هذه الإجراءات، لم تتمكن تركيا من توفير الظروف الملائمة لافتتاح المعبر، ما أثار تكهنات حول وجود انقسامات داخل الإدارة التركية بشأن التعامل مع مناطق سيطرة الفصائل.

ويرى بعض المحللين أن هذه الانقسامات وفرت الفرصة لبعض المسلحين لاستهداف المعبر، حيث أن افتتاحه قد يهدد مصالح شبكات التهريب الناشطة في المنطقة.

ويُرجّح أن تركيا تواجه صعوبة حقيقية في ضبط الأوضاع، خاصة في ظل التهديدات التي قد يمثلها التطبيع بين أنقرة ودمشق على وجود بعض الفصائل المسلحة، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام” التي تمتلك نفوذاً قوياً في ريف حلب.

هذا الفشل التركي في ضبط الوضع في معبر “أبو الزندين” يُلقي بظلال من الشك على قدرة أنقرة على الوفاء بتعهداتها الأخرى، أو على تعاونها المحتمل مع دمشق لحل القضايا الشائكة في شمال سوريا.

وإذا كان الوضع في ريف حلب معقداً، فإن الوضع في إدلب يبدو أكثر تعقيداً، حيث تنتشر هناك عشرات الفصائل الجهادية، بما في ذلك مقاتلين غير سوريين. وتركيا، التي وعدت منذ سنوات بفتح “طريق M4” الذي يربط بين حلب واللاذقية عبر إدلب، لم تتمكن حتى الآن من تنفيذ هذا الوعد.

في ظل هذه التحديات، عقدت تركيا اجتماعاً عاجلاً مع عدد من قادة الفصائل لمناقشة تزايد الأصوات المعارضة لأنقرة في شمال سوريا. ووفقاً لمصادر، عبرت تركيا عن غضبها من عجز الفصائل التي تتلقى دعماً مالياً منها عن ضبط الأوضاع، مما قد يدفع أنقرة إلى تنفيذ حملة اعتقالات جديدة في ريف حلب.

هذا التصعيد قد يؤدي إلى زيادة الأصوات المناوئة لأنقرة في المنطقة، مما يشكل تحدياً مستمراً لسياساتها في شمال سوريا.

وتسعى تركيا حالياً لتجاوز أزمة معبر “أبو الزندين” والاستعداد لفتح معبرين آخرين، في خطوة تهدف جزئياً إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين والنازحين إلى منازلهم بشكل تدريجي، بغض النظر عن الوقت الذي سيستغرقه الحوار مع دمشق.

الاخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...